15‏/01‏/2012

أيها العرب أنقذوا أنفسكم بنصرة سوريا




 بعد الإحتلال الأمريكي للعراق و تمكن إيران و عصاباتها الصفوية فيه، بدأوا بعد مسرحية تفجير المرقدين في عملية تطهير ديني واسعة ضد أهل السنة  بالتعاون مع الإحتلال الأمريكي الذي كان يستفيد من هذا الأمر بضرب حاضنة المقاومة ضد احتلاله و المتمثلة في أهل السنة و مناطقهم، و كان فيما يبدو أن الإحتلال يدعم مشروع التمدد الصفوي بالعراق و يشجع عليه في محاولة منه لإضعاف منطقة ما تسمى الشرق الأوسط حتى يسهل بقاء  المنطقة تحت سيطرته،  لذلك شجع على التطهير الديني الطائفي ضد أهل السنة لخلق أحقاد طويلة بالمنطقة و لتقوية الدولة الصفوية الشيعية على حساب السنة، لذلك لم يكن لدى الغرب مشكلة في إعطاء العراق لمن ليس له عدو سوى أهل السنة (النواصب حسب الشيعة) و لا يشكل خطرا حقيقيا استراتيجيا على مصالح الغرب بالمنطقة .
و لكي تسيطر إيران على العراق سيطرة نهائية من دون أن يعكر صفوها شيئ  قامت بهذه المجازر ضد أهل السنة بيد عصاباتها و ميليشاتها التابعة لها  على مرأى و مسمع من المسلمين و العرب و لم تتدخل الدول العربية لدعم أهل السنة بالعراق لمواجهة هذا التطهير المنظم  من إيران ، رغم أنه كان من البديهي أن تتدخل الدول العربية لا من أجل الضمير الإنساني و الأخلاقي فقط بل من أجل مصالحها الإستراتيجية على الأقل ، لا سيما  أن المجازر أخذت طابعا غاية بالوحشية و الفظاعة و استخدمت فيها أشد أساليب التعذيب و القتل فتكا و هو ما يميز الصفويين في حقدهم المتوارث  عبر الأجيال و يظهر عندما تكون لهم بعض القوة .


لقد تخلى العرب عن مصالحهم و مصالح شعوبهم و لم يحركوا ساكنا من أجل إيقاف المجازر و وقف السيطرة الإيرانية على العراق، و كان من نتيجة هذا الخذلان لإخوانهم و أهلهم و تركهم يلقوا ما لقوه من الصفويين أن ضاع العراق و توسعت الدولة الفارسية الصفوية على حساب دولة تعتبر من أهم الدول العربية بعد قتل أكثر من مليون و تهجير أضعافهم من أهل السنة و هو ما جعل إيران و عصاباتها الحاكمة بالعراق يشعرون بالنشوة و القوة التي لم يتخيلوا أن يحصلوا عليها منذ قرون طويلة و ما حصلوا عليها لولا الدعم الأمريكي لهم و تخاذل المسلمين و العرب عن نصرة أهل السنة.


و بما إن سوريا كانت تعتبر بالنسبة لإيران ولاية تابعة لها منذ سيطرة المجرم حافظ الأسد على الحكم في سوريا فلم يعد هناك مشكلة تعترض طريقهم وحلم امبراطوريتهم بدءا بالوجود على أرض الواقع  و التوسع  من إيران الى العراق و سوريا فلبنان ..الخ، لكن الرياح  جاءت بغير ما يشتهون و ذلك باشتعال الثورة في سوريا.
و هو ما أربك حساباتهم بعد أن ظنوا أنهم قد سيطروا على المنطقة لذلك قاوموا هذه الثورة بكل ما يستطيعون و أرسلوا عصاباتهم من العراق و إيران و لبنان لدعم و نصرة النظام حتى لا تفشل خططهم و مشروعهم التوسعي الذي لم يكن لينتهي على الأقل إلا باحتلال دول الخليج و قد يتوسع باتجاه مصر أو الدول العربية الأخرى.


فهذا  المشروع الصفوي الذي يستهدف السيطرة على المنطقة بأسرها و على رأسها الخليج، فهم يعتبرون أن هذه المنطقة هي رأس العالم الإسلامي بالسيطرة عليها تسيطر على العالم الإسلامي ككل ، وهذا المشروع  لا مشكلة لدول العالم الغربي به بما انه لا يضر مصالحهم على الأقل بالفترة الراهنة.
لذلك حسب مصالحهم و مشروعهم بالسيطرة على المنطقة  لا غرابة من كل هذا التشبث الإيراني من أجل بقاء سوريا تحت سيطرتهم ولكن الغريب فعلا هو عدم إدراك الأنظمة العربية لهذا الأمر وعدم اهتمامها بدعم الثورة في سوريا بل تعدى الى السعي لإفشالها من بعض الدول و هو ما ظهر بعدم حضور وزراء الخارجية العرب للإجتماع المخصص لمناقشة تقرير اللجنة إلا من  قلة من  الوزراء  ولا ندري هل هو ضعف أم أنه النظر الى مصالح وقتية على المصلحة الاستراتيجية أم أنه التواطؤ ضد الشعب السوري و ثورته.
فمن الغريب جدا أن يصدر بيان الجامعة العربية بهذه الطريقة التي ساوت بين المجرم و الضحية بطريقة لا يمكن قبولها ولا تبريرها أبدا وتنم عن عدم احترام لكل المعايير الإنسانية  والأخلاقية الشرعية .
فضلا عن الكذب المتعمد بالتقرير فقد كان هذا التقرير داعما للنظام السوري ومؤكدا على رواية النظام  بوجود العصابات المسلحة  والإرهاب و أنه النظام هو  الضحية مع غض الطرف عن  الحد الأدنى من الإلتزام الأخلاقي والإنساني تجاه من يعيشون تحت القصف والمجازر المروعة والتعذيب الذي لا مثيل له  فعشرات الألاف من الضحايا بين شهيد وجريح وسجين لا قيمة لهم عند الجامعة العربية، كما ان التقرير ساوى بين انتشار الجيش بدباباته وصواريخه ومدفعيته وقتل الناس بالجوع و البرد والقصف والسجون من جهة وبين دفاع بعض المنشقين عن الجيش الذين لا يمكلون سوى سلاحا خفيفا من اجل حماية أنفسهم من وضع الموت خير لهم من أن يعيشوا فيه .
و نحن إذ نشكر بعض الدول التي وقفت معنا ولكننا في نفس الوقت نستغرب مواقف معظم الدول، فهم من أجل وقف الثورة في سوريا و خشية وصول رياح الثورة  إليهم يضحون بمستقبل شعوبهم و بلادهم والمنطقة كلها بإعطائها لإيران قبل أن يكونوا قد تخلوا عن سوريا و شعبها.
 فمن الممكن لهذه الدول أن تقوم بإصلاحات جدية  بدل محاولة إيقاف الثورة في سوريا وإفشالها في محاولة لوقف قطار الثورة حتى لا يصل إليهم فهم بذلك ينقذون بلادهم و شعوبهم من خطر داهم بدل اهتمامهم بالكراسي التي لا بد و ان تنتهي يوما ما.


فمن الغريب فعلا بعد أن تخلى العرب عن أهل السنة بالعراق و تركوا العراق فريسة سهلة لإيران تفعل فيه ما تريد ، هم الآن يتركون أهل السنة في سوريا يتم ذبحهم وانتهاك أعراضهم وتعذيبهم وقتلهم بأبشع الطرق على يد عصابات إيران الصفوية من العراق إلى لبنان وهم يقفون موقف المتفرج على ما يصيب إخوانهم ويظنون أنفسهم بعيدين عنه و أن ايران سوف تكتفي بسوريا فقط  .
يقول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّه  فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَ يُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ»
لذا هل تظنون أنكم بعيدين عما يصاب به أهل سوريا من قتل وجوع وانتهاك للأعراض على أيدي الصفويين الحاقدين، ألم تسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن خذلان من لا ينصر أخوه المسلم الذي يحتاج إلى نصرته ألا تخشون أن يصيبكم ما أصابنا.
فها أنتم اليوم تتركون إخوانكم في سوريا فريسة للمجرمين الصفويين الذين والى بعضهم بعضا واجتمعوا على أهل سوريا كما تركتم من قبل أهل العراق و تظنون أنفسكم بعيدين عما أصابهم .
المشكلة الأكبر بالأنظمة العربية الذين يتعاملون مع الوضع في سوريا إما  بنصرة النظام الذي يرتكب ما لا يخطر على بال الشيطان من جرائم بحق شعبه ويحاول مسخ عقيدة أهل سوريا وتحويلهم إلى دين الشيعة الصفويين، أو بصيغة الساكت الذي يحاول أن يكون على الحياد في مكان لا موضع فيه للحياد .
نقول لمن يدعمون النظام السوري  تظنون أنكم بدعمكم للنظام سوف تكون الثورة بعيدة  بلادكم، إنكم تضيعون شعوبكم وبلادكم من أجل مصلحة آنية من وجهة نظركم فقط و تغضون الطرف عن الخطر الإستراتيجي الذي سوف يصيب بلادكم لو فشلت الثورة في سوريا، ألا تنظرون إلى خطر إيران، ألا ترون ما فعلوا بأهل السنة بالعراق وسوريا ولبنان، فهل ترون أنفسكم بعيدين عما حصل، فوالله لتنتهك الأعراض في بلادكم وليصبين أرضكم و رجالكم ونسائكم وأطفالكم ما أصاب أهل سوريا لو تركتم سوريا بيد الصفويين، والله سوف تضيع بلادكم منكم ولكن هذه المرة لن تبقى بيد شعوبها بل سوف تكون بيد الصفويين و سوف يكون لشعوبكم دين غير الدين الذي هم عليه الآن .
ألا ترون أن النظام في سوريا رغم التقرير الذي هو في صالحه كيف يتعامل معكم باستعلاء و يصفكم بالمستعربين و المتآمرين، ماذا تنتظرون لتدعموا ثورة أهلكم في سوريا وهي مصلحة إستراتيجية لكم قبل أن تكون نصرتكم أخلاقية أو إنسانية 
لذلك على الجامعة العربية وخصوصا بعد هذه الإهانة التي تلقتها بعد خطاب الأسد أن تسحب مراقبيها فورا و دون إبطاء لو كان عندها كرامة .
إسحبوا مراقبيكم و انصروا شعب سوريا  من أجل دولكم ومن أجل شعوبكم قبل أن يكون من أجل اهل  سوريا قبل ان تدور الدائرة عليكم و لن ينفع الندم بعدها فلن يقف الصفويين عند أبواب دمشق  .
و نقول  للشعوب العربية و المسلمة ماذا دهاكم ماذا تنتظرون أين المليونيات في دعم أهلكم في سوريا، هل هانت عليكم هذه الدماء، أين شعب مصر، أين أهل تونس أين أهل تركيا أين المسلمين في كل مكان 
هل دماؤنا أصبحت لا قيمة لها هل أصبحت هذه الدماء ماءا في نظركم ماذا دهاكم أنقذوا أنفسكم بنصرنا ايها العرب .
إن نصرة الشعوب المسلمة و العربية لأهل سوريا إنما هو إنقاذ لأنفسهم و بلادهم من أن يصيبهم ما اصاب شعب سوريا فضلا عن انه واجب عليهم فليس لأحد منة و فضل على أهل سوريا بهذه النصرة  فلا تقفوا تنتظرون حتى تغرقوا بالدماء التي غرقنا بها .


أنصروا أهل سوريا قبل الندم، لا تقولوا لا نستطيع فعل شيئ بل تستطيعون فعل الكثير .
أنصروهم في كل مكان بكل ما تستطيعون بالإنترنت بنشر قضيتهم و نشر مقاطع الفيدو في كل مكان،  بالمعارض الخاصة بالثورة وفي تحريض الرأي العام و الكتابة  بالصحافة، بالدعم المالي في كل ما تستطيعون، و بالمظاهرات و المليونيات الداعمة لشعب سوريا و أهم شيئ بالدعاء اكثروا الدعاء لأهل سوريا بالنصر و التمكين .
إن نصرتكم لأهل سوريا هي نصرتكم لأنفسكم و إحياءا لضمائركم قبل أن تكون لشعب سوريا فأنتم تنقذون أنفسكم وتنقذون دينكم ودنياكم قبل كل شيئ و إلا فالله ناصرنا و معيننا و لا مولى لنا و لا ناصر الا الله فنحن عليه توكلنا و عليه اعتمدنا و لم نعد نريد نصرا من جامعة الخزي العربية أو من مجلس خوف يتغطى بالجامعة حتى لا يحرجه أحد بإسقاط نظام يحمي اسرائيل  و لا نريد إلا أن تنقذوا انفسكم مما سوف يصيبكم و نسأل الله أن لا يصيبكم السوء كما اصاب أهل سوريا 
و الحمد لله رب العالمين ناصر المستضعفين هو مولانا عليه نتوكل و اليه المصير

04‏/01‏/2012

الثورة الفاضحة







في سوريا لم يكن هناك من يتوقع ان تندلع الثورة فيها بهذا الحجم بل ان معظم اهل سوريا قبل غيرهم لم يكونوا يتوقعون ان تندلع الثورة اصلا .
لأن النظام في سوريا نظام حاكم بطريقة امنية مستبدة و هو مسيطر على الأوضاع بشكل يصعب معه اي تحرك
فالحياة السياسية معدومة بالبلاد فلا منظمات للمجتمع المدني و لا نقابات حقيقية و لا احزاب او تجمعات سياسية حقيقية مما جعل من الصعب معه اندلاع ثورة في بلد في مثل هذه السيطرة الأمنية الدكتاتورية التي تسيطر على كل شئ في حياة الناس .
لذلك كانت سوريا فيما يبدو خارج التفكير الأمريكي و العالمي و قد صرح بذلك بعض المسؤولين في امريكا و قد كانت توقعاتهم باندلاع ثورة في سوريا ضئيلة لأن النظام العالمي لم يكن مستعدا للتخلي عن نظام الأسد لأنه النظام الأفضل بالنسبة له و خصوصا فيما يتعلق في حمايته لأمن اسرائيل من جهة الحدود السورية
و لكن الثورة في سوريا اندلعت و اشتعلت و عمت ارجاء البلاد مما اربك حسابات الأنظمة التي لم تكن تخطط لبديل للنظام السوري لأن النظام السوري لا شك انه احد المحاور الرئيسية بالمنطقة التي تعتمد عليها امريكا في خلق وضع إقليمي خاص أو التوازن الإقليمي للمنطقة فهو يحمي إسرائيل و في نفس الوقت حليف رئيسي لإيران التي لها علاقات خاصة مع واشنطن مع اتفاق مصالحهم معهم بالمنطقة
فما يسمى بالهلال الشيعي المكون من (إيران ، العراق ، سوريا ، لبنان ) له أهميته بالمنطقة في تحقيق نوع من التوازن كما ان إسرائيل تستفيد من وجود أعداء مفترضين لا فعل لهم سوى الكلام فهي تستطيع أن تقنع الرأي العام الغربي بوجود أعداء يريدون تدمير دولة إسرائيل و مما يتيح لها التسلح بشكل كبير كذلك و أن تفعل ما تريد من انتهاكات للقانون الدولي باسم الحرص على أمنها القومي
هذه الثورة تمكنت من فضح العديد من الذين كانوا يتخفون إما باسم آل البيت و باسم الحسين و باسم الإسلام أو باسم الحرية و الديمقراطية
 أو من تخفى باسم الممانعة و القومية و المقاومة
لقد ظهرت عورات الكثير من هؤلاء بما لم يعد من الممكن معه ستر عوراتهم


فمن الذين فضحتهم الثورة في سوريا :


اولا : النظام السوري  


فهذا النظام لم يكن الكثير يعرف إجرامه قبل الثورة و استطاع بالكلام المعسول عن المقاومة و الصهيونية و الممانعة ضد أمريكا و الإمبريالية  و عبر دعم حزب الله اللبناني بسبب العلاقة المذهبية مع دعم فصائل المقاومة السنية مثل الجهاد و حماس حتى يغطى على طائفيته و يحصل على التأييد الشعبي سواء على المستوى المحلي أو العربي و حتى الإسلامي
و استطاع خصوصا بعد توريث الرئاسة لبشار الذي ظهر بمظهر المثقف و الداعي الى الإصلاحات و التغيير و خصوصا انه تعلم في بريطانيا
و قد صدق الكثير من أبناء سوريا كذب مثل هذا النظام المجرم أول الأمر و أكثر من غاب عنهم إجرام هذا النظام هم الأخوة العرب و قد كنت كثيرا ما أُعاني في إقناع بعض الإخوة العرب في كذب و إجرام هذا النظام فقد كانوا دائما ما يروه من أبطال العرب و المقاومة و انه الوحيد الذي يقف في وجه إسرائيل
و لكن بعد انطلاق الثورة التي كانت الفاضحة لهذا النظام الإجرامي فقد اكتشف الشعب السوري  أي نوع من الأنظمة يحكمهم فهو نظام لا يعرف حرمة لدين الله  فقد أجبر الناس على الكفر و ضرب المساجد و مزق المصاحف و قد ظهر جليا قيمة الإنسان بالنسبة له فقد ارتكب مجازر لم يرتكبها أحد من الأنظمة غيره و اغتصب النساء و لم يوفر طفلا أو شيخا أو امرأة القتل أصبح أسهل من أي شئ بالنسبة للنظام التعذيب الفظيع بالسجون
و أهم شيئ إن النظام قد أظهر طائفيته بشكل سافر و ظهر للكثير من الناس و خصوصا الإخوة العرب و المسلمين ان في سوريا حكومة طائفية تتشكل من طائفة  لا تشكل سوى 10 % من الشعب و تحكم الشعب بالقوة و الاستبداد و تفرض أجندتها و الدين الصفوي على الشعب السوري ذا الأغلبية السنية لقد اكتشف العالم ان هناك نظاما يتكون من طائفة نصيرية أو علوية تحكم الأغلبية السنية و هذا ما كان يجهله الكثير من الإخوة العرب و قد ظهر بالنسبة للشعب السوري ان أغلب أبناء هذه الطائفة يرفضون التخلي عن نظامهم المجرم و انهم يفضلون النظام الإستبدادي الإجرامي على ان نظاما حرا تستطيع فيه الأغلبية أن تحكم البلاد بالعدل الذي سوف يحظى به جميع طوائف و مكونات البلاد و مع وجود الكثير من شرفاء الطائفة الحريصين على مصلحة طائفتهم و بلادهم و لكن الأكثرية ما زالت تقف و تشارك مع النظام في قمعه الدموي للشعب السوري  سواء كانت من المغرر بهم أو لخوفهم من الإنتقام و لكن النتيجة انهم ما زالوا يدعمون النظام في قمعه
و لقد ظهر جليا للجميع ان ما يسمى ممانعة و مقاومة النظام ما هو إلا كذبة و خدعة من النظام ليغطي بها عمالته و حمايته لحدود إسرائيل من جهة الجولان السوري الذي باعهم إياه والد الأسد الصغير اليوم هذه الحدود التي لم تخترق حتى و لو بحجارة صغيرة رماها غاضب ما من جرائم إسرائيل تجاه أهلنا في فلسطين
لقد ظهر ان اجرام إسرائيل الذي يدعي النظام مقاومتها  مقارنة بما يفعله نظام بشار ما هو إلا مزحا بسيطا مع إخواننا في فلسطين لقد كانت هذه الثورة الفاضحة بالنسبة لهذا النظام و لم يعد يجد ما يستطيع التغطي به بعد ان انكشف كل شيئ بالنسبة لهذا النظام فما كان يغطي به نفسه بالكذب و الخداع لسنوات طوال إنكشف خلال أشهر قليلة .




ثانيا : بينت الثورة حقيقة الكثير من العلماء و الدعاة في سوريا


فقد بينت من يقف مع الشعب و من  يقف ضده ممن هو صادق في علمه و دينه و من هو كاذب فقد تبين كيف ان الحسون باع دينه و باع الشعب كله من أجل منصب و جاه  و البوطي و الذي كان الناس كثيرا ما يستمعون له و يقرأون كتبه و يحضرون دروسه فقد ظهر للناس حقيقته و كيف ذل علمه و باعه من أجل جاه يعطيه النظام له و لم يعبأ بهذه المجازر و الفظائع بحق أهل السنة الذين كان يفترض أن يقف معهم ضد من ظلمهم و ارتكب المجازر بحقهم


ثالثا : بينت للشعب السوري من يقف معه و من يقف ضده في سوريا

فقد عرف الشعب بسبب هذه الثورة من أهل سوريا من باع دينه و ضميره للطغاة و المجرمين فقد ظهر الكثير ممن كانوا يتخفون و يستقوون بالنظام  و يعملون معه ضد إخوانهم و ابنائهم وأهلهم
فقد تبين الحق من الباطل  و ظهر من يقف مع أهله و من يقف مع الظالمين و قد تبين للشعب في سوريا كذلك من باع دينه و ضميره من أصحاب الأموال و رجال الأعمال و التجار الذين مولوا الشبيحة لقمع الثورة من أجل مصالحهم الخاصة




رابعا : إيران الصفوية  


التي كانت دوما تدعي المقاومة و الممانعة و دفاعها عن المظلومين بالعالم و انها تمثل معسكر أهل البيت المظلومين و الحسين شهيد الثورة على الظلم
إيران التي ايدت كل الثورات العربية لأن هذه الثورات تغذي وجهة نظرهم المعلنة من الثورة ضد عملاء الشيطان الأكبر أمريكا و لكن عندما وصلت الثورة الى سوريا ظهر التخبط بوضوح من إيران و اصبحت الثورة على الظلم مؤامرة و اصبح الظالم الطاغية مظلوما
إيران التي أيدت الثورة بالبحرين و تسمي ملك البحرين بالطاغية رغم ان عدد الضحايا بالبحرين لا يصل الى ثلاثين غضت الطرف عن آلاف الضحايا في سوريا لأن شعب سوريا الآن وقف ضد تمددها الطائفي الصفوي بالمنطقة فما هم الآن إلا نواصب لا حرمة لدمائهم و أعراضهم .
إيران التي كانت دوما تدعي تأييد المظلومين و تأييد فلسطين و الممانعة سقطت في هذه الثورة و انكشف الغطاء عنها بعد ما أيدت و دعمت بالمال و السلاح و الرجال و الدعم السياسي و كل مجالات الدعم النظام الذي يقتل شعبه و ظهرت طائفيتها المقيتة بوضوح في وجه أهل السنة في سوريا كما ظهرت من قبل في مجازرها ضد أهل السنة بالعراق
لقد تبين بوضوح ان إيران لا تعير اهتماما للإنسان ما دام هذا الإنسان  ليس صفويا و لا يتبع ولاية الفقيه الإيرانية


خامسا : حزب الله في لبنان التابع لولاية الفقيه في إيران
كان دائما هذا الحزب ما يدعي انه مع الشعوب المظلومة و انه الحزب الممانع المقاوم و بسبب مسرحياته  بالحرب مع الكيان العبري و خطاباته النارية كان الناس في الكثير من الدول العربية من المخدوعين بحزب الله و خصوصا في سوريا و قد كنت كثيرا ما أشاهد صور حسن نصر الله ترفع و تعلق في كثير من الدول العربية لقد كان الشعب السوري يحب حسن نصر الله و يشعر انه فعلا مقاوم لإسرائيل لأن شعب سوريا لم يكن طائفيا يوما و لم يحقد على أحد لأجل طائفته و لكن أراد الله أن يكشف للناس من حزب الله و حسن نصر الله فبعد الثورة السورية ظهرت طائفية حسن نصر الله البشعة و حقده على أهل السنة و هو لم  يخرج على افكار رجال الطائفة التي ينتمي إليها من الحقد على أبناء السنة لاتهامهم بقتل الحسين و كره أهل البيت
حزب الله الذي فعل كما فعلت إيران باعتباره حزبا تابعا لولاية الفقيه الإيرانية فقد سارع الى تأييد كل الثورات في محاولة منه للكذب على مشاعر الناس عسى أن يكسب ما يستطيع من قلوب الشعوب العربية و لكنه ما لبث أن سقط مع انطلاقة الثورة السورية و تحولت الثورة الى مؤامرة و أصبح يهدد و يتوعد العالم و المنطقة بالويل و الثبور و أرسل رجاله لذبح الشعب السوري الذي احتضن أنصاره يوما في بيوته و أحيائه بعد مسرحية معركة الجنوب مع إسرائيل و لكن الحقد الطائفي الذي تربى عليه أعمى قلبه  و ما لبث أن شارك في ذبح شعب سوريا فهم بالنسبة له لا يعدون سوى نواصب يجب قتلهم إذا لم يكونوا ضمن مشروع ايران الصفوي
لقد تم فضح حزب الله بيده لا بيد غيره بأيام قلائل و هدم ما بناه في سنوات طوال
لقد عرف الشعب السوري و الفلسطيني و الشعب العربي كم كان مخدوعا بكذب هذا الرجل و كم هذا الحزب لا يهمه لا إسرائيل و لا فلسطين و لا ممانعة و مقاومة بقدر ما يهمه مشروع الدولة الصفوية التابعة لولاية الفقيه في إيران
فلم يتم حرق علم حزبه سوى في سوريا بعد ان كان أهل سوريا يرفعون صوره في شوارعهم و بيوتهم و قد ظهرت الحقيقة التي كان الحزب دائما ما يحاول تغطيتها .


سادسا: حكومة العراق التي اصبحت تابعة لولاية الفقيه في إيران


فالأحزاب الحاكمة بالعراق التي جاءت بالمحتل الى بلادها بزعم دكتاتورية صدام و حزب البعث بالعراق
و كانت دائما قبل و بعد الإحتلال تتكلم عن جرائم حزب البعث بالعراق و مدى تدمير العراق و انه حزب دكتاتوري مجرم لا مثيل له
فإذا بحزب البعث في سوريا يصبح وجوده ضرورة و بشار يجب ان يبقى و المواطنين في سوريا أصبحوا عصابات إجرامية و سلفية و قاعدة يريدون تدمير سوريا
لقد تم فضح النظام بالعراق و ظهر واضحا تبعيته لولاية الفقيه في إيران و انه نظام طائفي  فبعد ان صدعوا رؤوسنا بالديمقراطية و الحرية بالعراق فإذا هم يبنون مواقفهم على أساس طائفي مرتبط بإيران فالبحرين اصبحت بالنسبة لهم دولة دكتاتورية تحتاج الى ثورة
و عشرات الآلاف من الشهداء و المفقودين و المعتقلين في سوريا أصبحوا إرهابيين كل هذا من أجل الوقوف مع المحور الشيعي و الحفاظ على سوريا  في يد الشيعة حتى و لو على جثث الآلاف من أهل سوريا فهم سنة و لا مشكلة في قتلهم بالنسبة للنظام العراقي الصفوي مع تذكيرنا و شكرنا لكل شرفاء أهل العراق من إخواننا الذين وقوفا مع إخوانهم في سوريا .


سابعا : الجامعة العربية و الأنظمة العربية
ظهر عجز الأنظمة العربية و جامعتهم في مساعدة إخوانهم و أهلهم في سوريا و إنقاذهم من ما يتعرضوا له من مجازر فظيعة فهم فبعد سكوت طويل على المجازر لشهور طوال خرجوا بقرارات لا تسمن و لا تغني من جوع و رغم ضعف هذه القرارات الشديد لم يستطيعوا أن يفرضوا هذه القرارات على النظام السوري الذي ظل يناور معهم و يعطوه المهلة تلو المهلة و كل مهلة فيها الآلاف من الشهداء و الجرحى و المعتقلين و النظام يناور معهم حتى أجبرهم على الرضوخ لشروطه  و نزل عدد المراقبين من خمسمائة الى مئة و خمسين و المجازر لا زالت موجودة و مستمرة مع وجود المراقبين و الدبابات و القناصة ما زالت منتشرة  بين الأحياء ولم يتم الإفراج عن المعتقلين  بل وصل الأمر الى قتل المواطنين أمام أعين المراقبين و من ثم يقول رئيس اللجنة ان الأوضاع مطمئنة و يخرج نبيل العربي ليقول إنهم أدخلوا الطعام الى حمص
لا أدري هل هم يعملون كجمعية خيرية او لجنة إغاثة و يقول ان الجيش السوري انسحب من المدن و كأن الدبابات قد تحولت الى باصات لنقل الركاب .
الدول العربية التي لم تفعل شيئ يذكر لإنقاذ الشعب السوري خلال كل أشهر الثورة بل حتى لم تطرد سفراء النظام السوري ها هي الآن تظهر في ضعف شديد أمام النظام في سوريا و لم نعد نميز هل هي عاجزة أم أنها متواطئة مع النظام كما يتهمها البعض


ثامنا : تركيا 
التي تكلم قادتها و حذروا النظام من ارتكاب مجازر في سوريا منذ بداية الثورة و تكلم أردوجان و حذر من تكرار مجازر حماة في سوريا و رفع الشعب في سوريا علم تركيا و حيا نظامها ظنا منهم ان تركيا سوف تفعل ما يقتضيه كلامها للدفاع عن الشعب السوري ثم ها نحن نرى ما حدث في حماة يحدث في كل سوريا و المجازر الآن في كل سوريا و الفظائع ليس لها مثيل
و على مرأى من كل العالم و لم تتحرك تركيا و لم تفعل شيئ بل حتى الكلام مجرد الكلام   اختفى و اختنق نهائيا و لم نعد نسمع صوتا لتركيا و تبين أنها لا تعير اهتماما سوى لمصالحها فقط و لا قيمة للإنسان السوري و لا قيمة أخلاقية تجبرها على التدخل لإنقاذ الإنسان في سوريا من ما يصيبه من فظائع على يد من لم يسمع بالإنسانية يوما
 



تاسعا : روسيا و الصين

و بالرغم من سجلات هذه الدول السيئة جدا في حقوق الإنسان و عدم  احترامها لشعوبها  إلا أنها ظهرت كم هذه الدول من التفاهة بحيث انها لا تعير اهتماما ليس فقط لكل الدماء في سوريا الآن رغم ما يحدث من مجازر لا مثيل لها بل حتى لسمعتها بالعالم بشكل عام و البلاد العربية بشكل خاص إلا أن روسيا و الصين قد ارتكبوا جرائم فظيعة بحق أهل الشيشان في روسيا أو بحق شعب الأيجور بالصين فهم إخوة بالجريمة و القتل و المجازر و لذلك أظهروا أخوتهم للنظام السوري و أظهروا ما يؤمنون به من قيمة الإنسان بالنسبة لهم


عاشرا : النظام العالمي المتمثل في مجلس الأمن


  هذا النظام العالمي الذي طالما تكلم بالحرية للشعوب و الديمقراطية التي يريد أن تطبق بالعالم نرى الآن مجلس الأمن عاجزا عن اصدار أي قرار حتى مجرد قرار حبر على ورق يدين فيه هذه الجرائم الفظيعة ضد الإنسانية في سوريا لم يستطيعوا اصدار هذا القرار بينما إذا اصيبت قطة في إسرائيل يخرج مجلس الأمن ليدين ما حدث خلال دقائق من بعد الحادث اما عشرات الآلاف من الضحايا في سوريا فلا داعي للتدخل من أجلهم فهي دماء لا قيمة لها عند النظام العالمي بما إنها دماء المسلمين و لا ربح مادي من ورائها و أصبح من الواضح ان قرارات هذا المجلس لا تعير اهتماما إلا لما هو في مصلحة النظام العالمي و لا قيمة  أخلاقية أو إنسانية لها حسب ادعاءاته


و كذلك نرى الجنائية الدولية التي سارعت الى اتهام عمر البشير بارتكاب المجازر و أصبح مطلوبا دوليا لجرائم لم نعرفها للآن و سارعت الى اتهام القذافي و أصبح مطلوبا لإقل من ما حدث في سوريا بكثير بينما الى الآن لم تناقش جرائم الأسد مما يظهر مدى المصلحة لهذا النظام العالمي حتى باستخدام القضاء الدولي فقط تبعا لمصلحته الخاصة و لا علاقة له بحدوث الجرائم على ارض الواقع من عدمها.


الحادي عشر : الدول الغربية المتمثلة في دول أوربا و أمريكا

فهذه الدول المشكلة للنظام العالمي و التي دائما ما تتكلم بالحرية و حقوق الإنسان في كل مكان لم يكتفوا بدعم هذا النظام كل هذه السنوات الماضية و سكوتهم على ما حدث من مجازر بالسابق في حماة و غيرها من مدن سوريا فنراهم الآن و هم الذين تدخلوا مع أمريكا لاحتلال بلد كأفغانستان من أجل ثلاثة ألآف ضحية فقط في أمريكا مع رفضنا لقتل الأبرياء في أي مكان و الذين نراهم شاركوا في إسقاط نظام القذافي من أجل عدد أقل من ما سقط بسوريا من الشهداء بكثير .
 لقد أثبتت الدول الأوربية و أمريكا أنها لا تعير قيمة للإنسان و خصوصا إذا لم يكن من ذوي البشرة البيضاء أو لم يكن من يعتنق دين أوربا و أفكارها فمن أجل الدولار و النفط تزهق الأرواح و تجيش الجيوش أما الإنسان فلا قيمة له مقابل الدولار فما يحدث في سوريا من فظائع لا قيمة له الا ببعض العقوبات التي يعرفون انها لا قيمة لها و بما ان هذا النظام يحمي إسرائيل فلماذا تخاطر أمريكا بزواله و تأتي بالمجهول بالنسبة لإسرائيل فلسان حال امريكا فلنعط الفرصة للنظام عسى أن يقضي على الثورة و في هذا الوقت ندرس إيجاد نظاما جديدا غير معادي لإسرائيل في حال فشل الأسد في القضاء على معارضيه فهم لا يلفت نظرهم شلال الدماء و المجازر الفظيعة الآن في سوريا بل المهم هو البديل الذي يؤدي دور النظام  في سوريا الآن من الحماية لأمن إسرائيل .


لقد كانت هذه الثورة فعلا الثورة الكاشفة لكثير من الأنظمة و الشعوب و الهيئات لقد ظهرت و انكشفت الكثير من الشعارات الكاذبة و الخادعة لكثير من من كان لا يفعل شيئ سوى الشعارات لكي يحقق فيها المكاسب و قد كشفت الثورة هؤلاء و كشفت كذبهم


و في نفس الوقت ظهرت الكثير من الشعوب و الهيئات أو القنوات الداعمة لأبناء سوريا و ظهر الكثير من العلماء والمفكرين و الدعاة .
الذين نصروا و أيدوا الشعب السوري و كانوا معه في ثورته.
و نحن نشكر كل من وقف معنا فمن وقف معنا فهو قد قام بما يجب عليه بالنسبة و هذه ليست منة لأحد بل واجب يجب ان يقوم به كل مسلم بل كل إنسان و هو عندما يفعل ذلك إنما يخدم نفسه بأن يحس بإنسانيته و دينه و ما يوجبه عليه ضميره تجاه المظلومين
أما من وقف مع النظام الظالم فهذا من فقد كل إنسانية يمكن أن توجد فيه مع فقده لخلقه و لدينه بالضرورة


و اخيرا نقول الحمد لله رب العالمين ناصر المستضعفين 
لن يضرنا من خذلنا إذا كان معنا الله و الله سوف يكون معنا عندما نكون معه فلا تلتفتوا الى كل هؤلاء الظالمين و من يقف معهم فهم أصغر و أقل من أن يكونوا شيئا يذكر بجانب نصرة الله لنا و وقوفه معنا فلا تعتمدوا إلا على الله و هو الناصر و المعين