18‏/04‏/2012

مبادرة عنان فشلت ما هي الفرصة التالية



الحمد لله رب العالمين 
منذ بداية الثورة و النظام العالمي يحاول أن يقضي على هذه الثورة التي اندلعت بغير رغبة منه و رضا بل بغير توقع و في منطقة تؤثر في ما يسمى التوازنات الدولية .
لذلك  سكت النظام العالمي  فترة طويلة و لم يتحرك أو يقل شيئا خلال الأشهر الأولى للثورة و كأنه قد صدم بهذه الثورة الغير مرغوبة في هذه المنطقة الحساسة بالنسبة لهم و البقعة المهمة من العالم باعتبارها مركز للصراع العالمي منذ قرون طويلة .
و رغم أن للثورة المصرية أهميتها ايضا باعتبارها مجاورة للدولة اليهودية إلا أنهم  استطاعوا الإلتفاف عليها و احتوائها  عن طريق بقاء النظام و زوال الرأس فقط
و بقي الجيش ضامنا للبلاد فأهم مؤسستين و هم الجيش و الأمن لم يمسهم تغيير ، و هذا ما حدث ايضا في تونس من قبل فالجيش و الأمن لم يتغير و كذلك باليمن ايضا لأن اليمن دولة مهمة بالحرب على ما يسمى الإرهاب استطاعوا أن يلتفو على الثورة بزوال الرأس و بقاء النظام نفسه و خاصة الجيش و الأمن .
و لكن هذا الخيار لم يكن بنفس السهولة في سوريا لأن الجيش و الأمن في سوريا فضلا عن تورطهم بجرائم بشعة جدا لم تحدث في كل الدول التي قامت فيها الثورات سواء قبل الثورة  أو بعدها ،  فأن الجيش و الأمن في سوريا يتبعون المنظومة الطائفية الحاكمة  .
فالجيش طائفي  بامتياز و تم تركيبه بطريقة يصعب معها الإنقلابات أو الإنشقاق و هذا ما موجود ايضا في كل مفاصل إدارة البلاد المهمة .
لذلك كان من الصعب ترويج مثل هذا الخيار في سوريا  و إلا فهو الأنسب بالنسبة للنظام العالمي الذي لا يريد أن تخرج سوريا عن حكم الأقلية العلوية و نظرا لصعوبة هذا الخيار في بداية الثورة ،  كان الخيار الأنسب بالنسبة لهم هو إعطاء النظام الفرصة للقضاء على الثورة أو على الأقل إنهاكها بحيث يقبل الناس بأقل الممكن من الحقوق و عندها يمكن تطبيق خطة اليمن على سوريا .
لذلك كانت المبادرات الكثيرة التي لا قيمة لها و التي لم يكن من هدف لها سوى إطالة الأزمة حتى يتسنى للنظام أن يقضي على الثورة او ينهكها .
و كانت البداية من مبادرة الجامعة العربية التي يعلم الجميع ما آلت اليه بقيادة الدابي فالنظام لم يحقق منها شيئ و لم يطبق منها سوى بند المراقبين فقط و تم تمييع هذا البند ايضا و انتهت المبادرة لصالح النظام مع اعطاء الفرصة و  الوقت للنظام .
و اليوم نحن مع مبادرة الأمم المتحدة مبادرة عنان التي يكرر فيها النظام الدولي إعطاء الفرص للنظام فالمبادرة التي لا يوجد فيها شيئ من ما يطلبه الشعب سوى وعود عامة لا قيمة لها و لا تتضمن أقل ما يطلبه الشعب و هو تنحي رئيس العصابة بشار.
ما هي إلا وقتا إضافيا للنظام لينجز ما يمكن إنجازه سواء في إنهاء الثورة أو إنهاكها أو رسم حدود دولته العلوية.
فالمبادرة التي بنودها عامة و لا يوجد فيها خريطة واضحة فضلا عن مساواتها بين المجرم و بين من تعرض للذبح و القتل و الإغتصاب و التشريد ،  كذلك  لم ينفذ منها النظام شيئا .
فقد تجاوز الموعد المحدد من عنان لإيقاف المذابح حسب المبادرة و بعد تجاوز الموعد و إعطائه مهلة جديدة لم يتوقف عن القتل بل قلل من عدد القتلى الى النصف ثم عاد تصاعديا من جديد و كأن مطالب الثورة هي تخفيض عدد القتلى فقط .
و القصف استمر أيضا بنفس الوتيرة على حمص كما أن إدلب و حماة شهدت مجازر و قصف بالمدفعية و الطيران و إعدامات ميدانية .
و كذلك  النظام لم يسحب ايا من قواته و دباباته من المدن .
و هذا يعني أن النظام لم يطبق شيئا من المبادرة و أفرغها من محتواها و لم يبقى منها إلا المراقبين فقط الذين يطالب النظام ايضا بالتحكم فيهم كما فعل مع المراقبين العرب .
و مع ذلك كله صفق له العالم و كأنه قد أنجز المبادرة و اجتمع النظام العالمي
ليستهزئ بالعالم و بالشعب السوري و يستغبيه و قرر إرسال ثلاثين مراقبا سوف يصلون الى 250 بعد شهرين كما قالوا أي بعد آلاف الشهداء .
لا أرى استهتارا بدماء الشعب السوري و آهاته  اكثر من تلك المبادرة .
فكيف لثلاثين مراقبا ان يراقبوا شيئا فالأكيد انهم لن يفعلوا شيئا فلماذا إرسالهم إذن 
إلا من أجل أن يعطوا النظام الفرصة لمزيد من السيطرة و خصوصا مع بقاء البوارج الروسية بشكل دائم لتحمي السواحل من تهريب السلاح الى الثوار بالداخل 
مع تزويد النظام  بالسلاح و المال  من قبل إيران و روسيا خلال هذه الفترة
هذا إذا لم يكونوا جواسيس للنظام على الثورة .
ليست المشكلة بالمبادرة الفاشلة قبل أن تبدأ فقط  بل المشكلة أيضا بموافقة المعارضة و لا اقصد هيئة التنسيق بل المجلس الوطني و الأخوان المسلمين و غيرهم على مثل هذه المبادرة رغم أنها بالأصل و حتى لو التزم النظام بها فهي لا تلبي شيئا من مطالب الشعب .
فالمبادرة ساوت النظام السفاح  المجرم مع ضحايا القتل و الإغتصاب و هذا أمر مرفوض إنسانيا قبل أن يكون استهتارا بالشعب و حقوقه . 
و المبادرة حولت الثورة من شعب يطالب بحقوقه الى مجرد أزمة داخلية تحتاج الى حل و مراقبين لمعرفة من هو المعتدي و تحل المشكلة بين المتنازعين .
و المبادرة غضت الطرف عن تنحي النظام و محاكمته .
و حولت الموضوع الى طاولة حوار و مفاوضات بين الضحية و الجلاد و لا أدري على ماذا سوف يتم التفاوض مع نظام يرتكب أبشع ما يمكن تخيله من فظائع 
كما انها أوقفت عمليات الجيش الحر بدون مقابل إلا إعطاء الفرصة للنظام .
لكن المعارضة السورية الممثلة بالمجلس الوطني تعيش بعيدا عن الشعب و عن مستوى الحدث ، لذلك  وافقت على ما أراد النظام بهذه المبادرة و الذي دعا له منذ البداية و هذا يعتبر تنازلا كبيرا عن المطالبة بحقوق من يقولون أنهم يتكلمون باسمه و تضييعا لحقوق الشعب التي استشهد بها .
و أخيرا نقول إن المبادرة فاشلة قبل أن تبدأ لأن النظام قطعا لا يريد أن يتنازل عن أي شيئ من سلطته و طغيانه و لأن النظام العالمي غير جدي بهذه المبادرة و لا يريد تنحي النظام .
و المبادرة على الأرض تقريبا انتهت و ماتت قبل أن يتحرك المراقبين من فنادقهم 
و على المعارضة أن تسعى الى التسليح بأي شكل و أن تتعامل مع الدول التي تريد تسليح الشعب و تطالب بالتسليح بصوت عالي و قوي و لا ترضى بالفتات الذي يلقى لها  هنا و هناك فليس لنا حل بعد الإعتماد و التوكل على الله و الإلتزام بأوامره و شرعه سوى أن نسعى الى تسليح الثورة و بأسرع وقت ممكن فالوقت اصبح من دماء بالنسبة لنا و لا يوجد حل آخر أذا أردنا فعلا أن ننال جميع حقوقنا في هذه الثورة .




11‏/04‏/2012

يوم حزين في بغداد






الحمد لله رب العالمين 
لم اكن اتخيل في نفسي يوما ان اكتب عن احتلال بغداد فمثل هذا الأمر لم يكن ليطرق في تفكيري و لا حتى بالأحلام او الخيال 
عندما بدات الحرب على بغداد في 2003 كنت اتوقع ان تكون كحرب 1991 سوف تكون جولة من القصف و تنتهي بعد ان يضربوا و يخربوا جزء من بنية البلاد و لكن ما ان مر عشرون يوما تقريبا و في فترة قصيرة جدا حدث ما كانن بعيدا عني حتى بالخيال ففي يوم
التاسع من ابريل من 2003 اليوم الأسود في حياة المسلمين بالعراق بل و في كل العالم 
في الليلة التي سبقت يوم الاحتلال كم هذه الكلمة تثير من الألم في داخلي كنت و عائلتنا نجلس البيت فلا يستطيع احد الخروج بالغالب في في هذه الليلة بالذات حدث قصف عنيف لم نستطع ان ننام من شدته و كان القصف قريبا من منطقتنا فقد كنا قريبين من المطار الذي كان اول منطقة تحتل في بغداد و عندما جاء الصباح و خرجت الى الشارع رأيت الناس يتكلمون و يتهامسون 
رايت اناسا لا يستطيعون كلاما من شدة الصدمة 
فسألت ما الذي حدث بعضهم لم يستطع الأجابة من شدة الصدمة 
اجابني البعض الأخر ان الدبابات الأمريكية بالشارع الرئيسي لمنطقتنا 
لقد وقع الخبر على قلبي كالصاعقة لقد كانت صدمة قوية بحق لم استطع تجاوزها الى الأن 
لم اصدق هل دخل عباد الصليب الى بغداد فعلا هل بغداد اصبحت محتلة من الصليبين 
كنت اتمنى ان يكون ما افكر فيه حلما او خيالا عارضا لا حقيقة له 
فهذا امر اكبر من اتصوره او اتخيله 
نعم لقد احتلت بغداد سابقا من المغول زمن هولاكو و من الصليبين الأنكليز لقد قرات هذا بالتاريخ كنت دائما الوم المسلمين عندما اقرأ التاريخ كيف سمح المسلمين لجنود المغول او جنود الصليب باحتلال ارضهم كيف ينامون و هم يرون جنود الأحتلال يمشون بحرية في ارضهم 
لم يدر في خلدي و في تفكيري ابدا ان يعود التاريخ الى الوراء و انني سوف اصبح جزءا من تاريخ ارض محتلة كنت الوم اجدادي على ضياعها 
فكرت في نفسي هل انا في واقع هل فعلا سوف ارى بعيني جنود الأحتلال الصليبي يمشون في ارضي لقد فكرت و فكرت كثيرا 
في ذلك اليوم في اليوم الأول من الأحتلال لم اعد احس للطعام اي طعم هذا ان تذوقته اصلا فالخطب كان كبيرا جدا 
لقد كانت الافكار تراودني في ذلك اليوم كنت غارق بالتفكير 
هل سقطت بغداد فعلا لا يمكن ان تحتل بغداد كنت اريد تصديق نفسي و تكذيب الواقع لا اريد تصديق ان بغداد قد اصبحت بيد عباد الصليب 
بين النوم و القلق مضت الليلة الأولى من سقوط بغداد و انا ما زلت في ذهول و صدمة من هذا الأمر الشديد
عندما جاء الصباح هو لم يكن صباحا لقد اصبحت ايامنا كلها سودا لم يعد هناك نهارا او ليل فكلها اصبحت ظلاما 
ترددت كثيرا بالخروج من البيت لم اكن اريد ان يقع بصري على صليبي دنس ارضي 
لم اكن اتوقع اني سأتحمل مثل هذا المشهد 
بعد تردد و نقاش داخل نفسي اقنعت نفسي بالخروج لأرى بعيني حتى لا استطيع تكذيبها مرة اخرى 
خرجت من منزلي و يا ليتني لم اخرج خرجت الى الشارع الرئيسي لمنطقتنا 
وقعت عيني على جنود الأحتلال لأول مرة اول مرة ارى جنود الأحتلال الصليبي بعد ان كنت اراهم سابقا على الشاشات فقط 
ها هم يقفون ببعض عرباتهم بالطريق و ينزلون الى الشارع ها هم يشترون بعض احتياجتهم من السوق 
لقد كانت صدمة اخرى اكبر من صدمة سماع الخبر لقد رايت لأول مرة جنود امريكان يمشون في شوارع بغداد
وقفت مذهولا لقد كان الأحتلال حقيقيا و هذا الواقع اراه بنفسي جنود يمشون بارضي بحرية من دون ان نفعل شيئا 
لا حول و لا قوة الا بالله قلتها في نفسي و عدت الى البيت و انا في حالة صدمة 
كنت عاجزا عن التفكير من هول ما رأيت ماذا افعل 
جلست مع نفسي و بكيت كثيرا بكيت كثيرا كما تبكي النساء على بلادي التي اضعناها 
اين المسلمين مليار و نصف مسلم لا ادري بماذا يفكرون ماذا يفعلون بماذا يشغلون انفسهم لعلهم في اخر اغنية او فلم او مسلسل
او بفريقهم المضل لكرة القدم 
لقد كانت صدمة اقوى من احتمالي كان لا بد لي من البكاء لعلي اخفف عن نفسي شيئا من الصدمة
خرجت الى سطح المنزل كنت انظر الى بغداد 
انظر الى اشجار النخيل و البرتقال انظر الى الطرقات و الجدران 
انظر الى الناس الذين كانو في ذهول من الصدمة 
نظرت الى النخيل الى الأشجار الى الجدران الى الطيور الى الى الكلاب الى القطط
كانت بغداد تلبس رداء السواد كانت حزينة جدا كنت احس الحزن بالنخيل بالجدران بكل شيئا 
شعرت و كأنها تود البكاء و لكن لا تستطيع كانت اصوات اوراق الأشجار و كانها تريد البكاء على بغداد 
بغداد بلاد الحضارة بغداد عاصمة الحضارة الأسلامية عاصمة الخلافة لقرون اصبحت محتلة الأن 
محتلة من الرعاء و السفهاء من اهمج اناس بالعالم من الصليبين 
ايعقل ان تكون بغداد ان تكون عاصمة الحضارة الأسلامية بيد الصليبين ايعقل انا لم نستطع ان ندافع عنها 
لقد اصبح كل شئ اسود في حياتي و حياة من له غيرة على ارض المسلمين
ضيعنا الأندلس و ضيعنا فلسطين و ضييعنا افغانستان القوقاز .......... و القائمة طويلة و اخيرا بغداد
لم يكن الم الأحتلال في نفسي باشد من المي ليس بمن لم يعاون اهل بغداد في مواجهة الأحتلال 
بمن كان عونا لهم من ابناء جلدتنا ممن يدعي الأسلام ممن كان سببا في مجئ الأحتلال ممن ساعده و تعاون معه و ثبته في بلادي 
و خاصة من ابناء بلاد الرافدين اقصد المسلمين منهم فلم يكن هناك املا في غيرهم اصلا 
لقد كتبت هذه الكلمات في ذكرى سقوط دار السلام بغداد عاصمة الرشيد لا لكي اتذكر مثل هذا اليوم فمثل هذا اليوم اصعب من ان ينسى و لا يزال تأثيره في حياتي و حياة المسلمين حول العالم و لن ينتهى تاثيره الا بزوال الأحتلال و عودة حكم الأسلام الى بلادي و بلاد المسلمين اسال الله ان يكون قريبا . 
و لكنها كلمات كتبتها بهذه الذكرى الأليمة لعلي اذكر من نسي و من لم يرى الأحتلال فمن سمع ليس كمن راى 
عزائي الوحيد في هذا اليوم بقدر ما كان يوم سقوط بغداد يوما اسودا في تاريخ المسلمين كان يوما مضيئا بانطلاق الجهاد لتحرير ارض الرافدين اسال الله ان يديم نعمة الجهاد حتى تحرير بلادنا و مقدسات المسلمين من ايدي الصليبين و اليهود
و بأذن الله تكون ذكرى احتلال بغداد من السنة القادمة ذكرى تحرير بغداد و عودة حكم الأسلام الى القدس و بغداد و كابل و كل مكان 
و الحمد لله رب العالمين