26‏/02‏/2011

الغرب يستغبي المسلمين


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين ما
ما رأيناه من تواطئ العالم مع القذافي و جرائمه الوحشية شئ مخزي فعلا و لا يمكن تقبله بأي حال من الأحوال نحن لا نعول على العالم الغربي لأننا نعلم حقده على الإسلام و العرب و انه لا يهمه سوى مصالحه الخاصة و لكن الغرب الذي يدعي ديمقراطية و حقوق الأنسان كان يمكن ان يتكلم حتى و لو من باب ذر الرماد بالعيون و نحن نعلم انهم في ظاهر امرهم يتعاملون مع القذافي كعدو اصلا فلماذا هذا السكوت على المجازر يبدو ان الأمر بالنسبة لهم هو الخوف من ان تصل دولة غير موالية لهم بالمنطقة و خصوصا في ليبيا لأن الوضع في ليبيا يختلف عن غيره فيما يبدو فلا جيش و لا احزاب و دولة ذات مؤسسات فلا يمكن لهم ان يجعلوا رئيسا بدل القذافي من الحكومة الساقطة كما حدث في تونس حيث وضعوا الوزير الأول للرئيس المخلوع و مصر حيث وضعوا احمد شفيق و هو من الحكومة السابقة و بذلك استطاعوا ان يرتبوا الأمور قليلا و هذا الوضع صعب في ليبيا لأن ليبيا يقودها شخص واحد فقط و تفتقر الى المؤسسات و هذا ما دفعهم الى استباق انتصار الثورة و وضع عقوبات اقتصادية باسم مجلس الأمن على الدولة و إن كان في ظاهرها الدولة الحالية و لكنها في حقيقتها على الدولة الوليدة الجديدة التي يخافون منها ان لا تكون موالية لهم و خصوصا انها لا زالت مجهولة بالنسبة لهم فقاموا بعمل خسيس و دنيئ في ظاهره الوقوف مع شعب ليبيا و في حقيقته الوقوف ضد الثورة في ليبيا و ضد ضد شعب ليبيا و الا ما الفائدة من العقوبات على دولة منتهية اصلا هم يستغبون الشعوب المسلمة بالمنطقة بأفعالهم و لكن يجب ان يعلموا ان الأيام تغيرت و لم تعد مثل هذه الأفعال تنطلي بسهولة على المجتمعات المسلمة و العربية لذلك نحن نقول لهم لا نريد منكم شيئا فقط كفوا ايديكم عن اهلنا في ليبيا و هم بأذن الله و عونه منصورين

25‏/02‏/2011

انتفاضة امة


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا و على اله و صحبه اجمعين إن ما حدث في تونس اولا ثم في مصر ثم ليبيا لم يكن احد ليتوقع حدوثه و في مثل هذه السرعة ان تسقط في اشهر معدودات ثلاث حكومات من اشد و اعتى هذه الحكومات وحشية بالمنطقة هذه الأنظمة تبين انها اوهى من بيت العنكبوت حاكم يصول و يجول و لا يجرؤ احد على ذكر اسمه حتى بينه و بين نفسه شعب يعيش ظلم و ضغط و اضطهاد فقر و جوع و امراض لقد اخضع هؤلاء الحكام الشعوب لهم بالتخويف من كل شئ المهم ان تخاف لقد جعلوا انفسهم جدارا لا يمكن زواله قوة لا مثيل لها و لا يمكن ازالته لقد عاشت هذه الشعوب شعوب الحضارة شعون الإسلام بدرجة كبيرة من الذل نتيجة الوهم الكبير الذي كان يريد انظمتنا ان يجعلوا هذه الشعوب تعيش فيه لقد خرج شعب تونس ليثبت ان هؤلاء الأنظمة بيوتهم اوهى من بيت العنكبوت ما هي الا اياما معدودات حتى انتهى نظام جثم على الأمة اكثر من 50 عاما لقد كان يظن هؤلاء الحكام ان الظلم و القتل و السجن و التعذيب هي طريقة فعالة للحفاظ على امنهم و ما دروا ان من سنن الله ان لا يدوم الظلم ابدا لم تكن لهذه الأنظمة ان تبقى اكثر من ذلك إن الفترة التي بقت فيها هذه الحكومات لا تتعدى سنوات معدودات ما هذه السنوات ثلاثين اربعين خمسين سنة لا شئ مقارنة في عمر الأمم حاكم كحاكم مصر او كحاكم ليبيا الذي اخر ما كنا نتوقع ان يكون لأهل ليبيا الأحرار المسلمين المجاهدين ان يمكنهم ان يثوروا على مثل هذا المجرم الدموي الذي لا يرقب في مؤمن الا و لا ذمة و لكنهم ثاروا و كان سقوطه اسرع من اخويه رغم انه اكثر عمرا منهم و اقسى و اكثر دموية من صاحبيه مجرم كبير كالقذافي يقتل الناس بالدبابات و الطائرات و الأسلحة الثقيلة يقتل الناس بالمستشفيات الجرحى يجهزون عليهم اين الإنسانية لقد اقتلعوا حتى صفة الإنسان من قلوبهم مهما لقد اثبت هؤلاء الحكام انهم لا يهمهم سوى انفسهم لا يهمهم سوى بقاءهم لا يهمهم سوى عبودية الشعب لهم لا يريدون سوى ان يقول لهم الشعب لبيك لبيك و لكن الأمة اثبتت انها اقوى مما يتخيلون و انها تصبر و لكن اذا غضبت فلن يقف احد بعون الله في وجه غضبتها لقد عانت الأمة من حالة ضعف كبير نتيجة فترات الإحتلال الصليبية الطويلة من قبل فرنسا و بريطانيا و غيرها لقد حاولت هذه الدول الصليبية تغيير عقيدة و هوية الأمة و عندما تبين لها انها لن تستطيع البقاء طويلا لان الجسد الإسلامي عنده مناعة تجاه اي شئ غريب فحاولوا ان يروضوا هذه الشعوب بطريقة اخرى بعد خروجهم و هي تأسيس احزاب و مفكرين يحملون فكرا علمانيا و وضع حكام ولاءهم لهم و بذلك يستطيعوا ان يحكموا بما يريدون من استمرار منهجهم في محاولة تغيير دين الامة و عقيدتها
لقد استطاعت هذه الأنظمة تدجين الأمة حتى ظن الناس ان الامة ماتت و لكن تبين ان الأمة المسلمة و الشعوب المسلمة تعتريها حالة من الفتور و لكن لا تموت فبعد ان انتشرت الأفكار اليسارية و الشيوعية و العلمانية و القومية في حقبة السبعينات انتهت بأسرع من المتوقع لأنها اصطدمت في جدار كبير اكبر من هؤلاء كلهم و هو الإسلام هذا الدين الذي ارتضاه الله للبشرية و تكفل بحمايته هذا الدين هو الدين الذي لا يقف في وجهه شئ و قد كان هؤلاء المستعمرون الصليبيون و الصفويينن يظنون سهولة القضاء على هذه الأمة لقد اثبت المسلمون انهم امة لا تموت تمرض يعتريها الفتور و هذا ما حدث نتيجة الإحتلال و ما تبع الإحتلال من انظمة تابعة له و لأجندته و لكن الأمة عادت بأسرع من المتوقع عادت الى مجدها و دينها عادت لتقول كفى للذل كفى للظلم عادت بعد ان علمت سر قوتها لقد غيرت الأمة ما نفسها فغير الله وضعها و حالتها نحن امة كبيرة عظيمة نحن امة الحضارة نحن من علمنا الناس الحضارة و ها هي بوادر عودة امتنا الى مجدها اقتربت ان شاء الله و بأذن الله تقتلع الظلم و الطغيان و تعود
هذه الأمة الى عزها و حضارتها

14‏/02‏/2011

غربة الروح اصعب ما بالغربة


الحمد لله رب العالمين عندما ننظر الى الحياة من حولنا لا نشاهد سوى الخراب و الدمار حياة خاوية من دون روح ننظر الى انفسنا و كاننا جثة هامدة لا روح فيها نعيش نأكل و نشرب هذا ان توفر ما يبقينا نتنفس كم هي موجعة غربة الإنسان عن وطنه او بلاده التي ولد فيها او عاش فيها و خصوصا اذا طال زمان غربته اكتب هذا الكلام و انا اكثر من ثلاثين عاما لا استطيع رؤية بلادي الا بالصور او نشرات الإخبار حياة قاسية عندما تنظر الى الأطفال من حولك في بلاد تعيش فيها تتذكر اطفال حيك و مدينتك تقارن بين من تعيش معهم و اهل مدينتك تتذكر ايام جميلة كنت تفعلها عندما ترى يوم قد يكون جميلا في حياتك الجديدة البائسة نمسك الريمونت نبحث في القنوات عسى ان نجد ما يخفف عنا الالام الغربة و البعد عن الأوطان عسى ان نجد احد نتذكره يذكرنا في ايام مضت لا يوجد سوى الخيال لنعيش فيه نسلي النفس بالآمال حتى لا نموت حسرة و اختناقا لا اقرباء و لا اصدقاء و لا اصحاب بل حتى و لا اخوة و لا ام و لا اب الكل يهون بإذن الله في سبيل الله إن غربة الأوطان قاسية و لكن ما هو اصعب من هذه الغربة غربة الروح غربة النفس و القلب نعيش في وسط مجتمعنا الجديد باجسادنا فقط نعيش بفكر و حياة بعيدة عن مجتمعنا فتجتمع علينا الهموم هموم البعد عن الأوطان و هموم اصلا المجتمعات عندما نكون نعيش مع الحياة الضائعة من حولنا نرى حياة ضائعة بائسة حتى لو كان اهلها يعيشون قمة المجتمع المادي حياة لا روح فيها بل مادة و فقط مادة ماذا عسانا ان نفعل لا اصدقاء و لا اوطان ضيع في ضياع نحاول العثور على من يزيح عنا همنا لا احد يعيش لغيره فقط لنفسه اما جائعا يبحث عن طعام او شابا يبحث عن فتيات او فتاة تبحث عن زوج او صاحب ما هذه الحياة لا مكان للحب فيها و لا للإسلام امواج بشرية لا تدري لماذا تعيش و ماذا تريد تتصل بصاحبك لتزوره لا يجد ما يجعلك تزوره سوى مصلحة انت تريدها تذب في حيك و شارعك تمشي لا احد يعرفك و لا تعرف احدا تسكن عمارة لا يعرف اهل العمارة من الساكن سوى في شلكه اما ان تزورهم و يزورك في بالأعياد لا احد يعرف من جاره ماذا يحتاج جاره هل هو جائع هل هو فقير محتاج ام غني لا يسأل على احد ما هذه الحياة اين اخوة الإسلام نعيش في حياة اما يراك اقل منه لا تستحق الكلام و الإهتمام او يراك انك لا شئ خادم تعيش في بلاده و تنتهز الفرص لسرقته هذا ما يدور في عقول الناس المادة فقط المال و الشهوة و ما يدور حولها كل امرأ يعيش لنفسه و عمله فقط و لا علاقة له باحد نعيش كالبهائم لا ندري لماذا نعيش او الهدف من حياتنا نذهب الى المساجد نراها خاوية الا بأعداد قليلة من مصليها لا احد يعرف الأخر رغم انهم يصلون في مسجدهم من فترة طويلة و لا يشغلهم شئ سوى الدنيا و ما حولها اين تحية السلام بين الناس اذا ذهبت الى عملك حييت احد ما بتحية الإسلام ينظر اليك باشمئزاز ما هذا التخلف اما زال يقول السلام عليكم تمشي بالطريق لا تجد من يسلم عليك و اذا حييت احد بتحية استغرب هل يعرفني هذا الشخص هل تعرفت عليه في مكان لا ادري اين هو لا سلام من دون معرفة او علاقة اسأل اين صاحبي الذي كان معي بالجامعة مرت سنوات لم اره لم يسلم لم يتصل لم يسأل عن احوالي اين الحياة التي جمعتنا اين الأيام التي كنا فيها نعيش معا اين الطعام الذي كنا نأكله سوية
في عملك ترى الكذب و الغش و النصب على الأخرين ماذا تقول لهم عندما نتكلم عن الحلال و الحرام تصبح منبوذا انت لك حياتك الخاصة فلا تقربنا اذا كنت تريد الطهارة فابتعد عنا منكرات في كل مكان بالجامعات بالأسواق بالطرقات اذا ما تكلمت مع احد بنصيحة نظر اليك نظرة غريبة لأنك فعلا غريب عن هذا العالم فلا يجد سوى المنكر الذي لا يرى ما يمنعه منه في مجتمع يشجع على ذلك فإذا ما كنت عكس ذلك فأنت غريب فعلا عن هكذا مجتمع نتكلم نريد الإصلاح ايها الناس لا نجد من يستمع اليك تريد صاحبا خليلا اين هو لن تجده بسهولة ابدا لأن في مجتمعنا الأخوة و المحبة و الإيثار و اغاثة الملهوف و مساعدة الاخرين اصبحت غير مألوفة اما اذا كنت ذا لحية لا ادري كيف يمكنك العيش اينما تذهب تسمع الغمز واللمز الناس تنظر الى اصحاب اللحى على انهم من يخرجون بقنوات الرذيلة للتغطية و النصب او انه يريد قتلهم ارهابي لا يهمه سوى قتل الأخرين و استباحة دماءهم و اموالهم هذا ما تظهره قنواتنا الماجنة عن خيرة الناس الذين اصبحوا غرباء في مجتمع لا يقبل شيئا سوى المصلحة و المادة
غربة صعبة ما اصعبها خصوصا عندما تجتمع غربة الأوطان و غربة الروح عندها تكون غربة صعبة جدا لا احتمال لها الا من ذوي العزائم حتى العائلة لا نجد لها سبيلا لا مال و لا بيت و فتاة مناسبة ما اصعب الوحدة ما اصعب الغربة في مكان ملئ بالناس و لكنك تعيش وحيدا فيه تعيش وحيدا و لكن ما يجعلنا نتفائل اننا نتصل بالله نتصل برب العباد هو الخالق العظيم الذي لايضيع من كان الله معه نتصل بالله سبحانه و تعاى عسى ان نجد ما يغير مجتمعنا و امتنا الى احسن حال و لن نقف مكتوفي الأيدي حتى نغير مجتمعاتنا الى احسن حال حتى تعود قيم الحب و الأخوة حتى تعود حضارة الإسلام الى امتنا

11‏/02‏/2011

عبرة لكل ظالم و طاغية سقط فرعون مصر


لقد كنا ننتظر رحيل الطاغية منذ وقت طويل طالما ظن هؤلاء الطغاة انهم مخلدون و ان الشعب سوف يبقى يسبح بحمدهم الى الإبد لم يكن يراودهم ان من كان تابع للأله الأكبر امريكا من وجهة نظره لأنه ليس له الها غيرها فهو لا يصلي إلا باتجاهها و لا يدعو غيرها فهي الملاذ المأمن ما تخيل هؤلاء حتى في احلامهم أن تزول عروشهم سخروا حاخاماتهم و سخروا علماء السوء و سخروا كل شئ و سخروا كل شئ في خدمتهم و لسان حالهم يقول انا ربكم الأعلى لقد نسي هؤلاء ان الظالم لن تبقى دولته اذا كانوا لا يؤمنون بدين الا يؤمنون بالسنن الكونية الا يؤمنون بالتاريخ الم يعلموا ان دولة الظلم كلما ازدادت ظلما عجل بانتهاء الأجل للدولة و لكن الله اعمى بصيرتهم و قلوبهم لقد رفع فينا شعب تونس و شعب مصر العزة و رفعوا فينا هرمون الكرامة لقد اصبحنا نمشي رؤوسنا عالية مدفوعين بجرعة كبيرة من الأمل الذي وضعوه فينا هؤلاء هم المسلمين صبروا قليلا و لكنهم انفجروا كالبركان الذي يزيح كل ما امامه هؤلاء الشباب الذين ضحوا بانفسهم من اجل مصر الحبيبة من اجل ارض الكنانة التي جعلها فرعونها أخر الأمم بعد أن كانت اول الأمم لقد جعلها ارذل الأمم بعد ان كانت اعز الأمم باسلامها و تصديها للصليبين و التتار على مر التاريخ هذه بلاد عمرو بن العاص الفاتح الكبير الذي نشر دين الإسلام دين العدل و المحبة دين الله الذي ارتضاه للبشرية هذه الدين العظيم الذي زرع فينا عدم الخنوع للظالم و عدم السكوت عن الظلم لقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و اله و سلم انصر اخاك ظالما او مظلوما كيف نرضى ان يكون فينا المظلومون كيف نرضى أن يحارب ديننا و ان تغلق المساجد و ان تمنع من الدروس الشرعية و أن يفتح الباب للفن و الرقص و الخنا و كل ما يدمر الأمة لقد انتشر سب الدين و انتهاك الحرمات و الظلم و الطغيان للمسلمين في مقابل عزة الكافرين في بلادنا هل يمكن لدولة مثل مصر هذه الدولة الكبيرة المسلمة أن يكون فيها اكثر من عشرون اسيرة على رأسهم وفاء قسطنطين و كاميليا شحاتة في الكنائس النصرانية ليتم ردتهم عن دينهم هؤلاء هم الظالمون عزة للكافر اسيرات حرائر ارتضوا الأيمان و الإسلام يبقون بالكنائس اسيرات الظلم و الطغيان اسيرات الصليبين في دولة مثل مصر هل كنا نظن أن دعوات هؤلاء المؤمنات الحرائر لن تؤثر على فرعون هل كنا نظن ان دم بلال الشهيد الذي قضى تعذيبا لأنه يقول ربي الله لن يكون لعنة على الطغاة هل كنا نظن أن الالاف المعتقلين المسلمين تحت سياط الطغاة تذل كرامتهم و يعتقلوا عراة من دون ملابس و في اشد انواع التعذيب من أجل دينهم من اجل انهم مسلمون يصلون الفجر و يريدون الخير الأمة هل تذهب ادعية هؤلاء هباء اليسوا هم الصالحين اليسوا هم قادة الأمة لقد اذل الله هؤلاء الطغاة ايما ذل و لم ينفعهم الههم امريكا لقد تخلى عنهم سيدهم و رمى بهم كما يرمى احدنا حذائه المهترئ لقد صبر فرعون مصر كثيرا و حاول أن يلعب بالوقت الضائع عسى أن يحقق هدف الفوز لقد لعب بسوء كبير لقد سلط مجرميه و كلابه المسعورة على هؤلاء الشباب الذين رفضوا الذل لقد رمى بورقته الأخيرة من اجل تدمير مصر لقد وعد الكثير من وعوده الكاذبة و لكن الجدير بالذكر انه حتى في لحظاته الأخيرة لم يرضى أن يرفع الظلم و الطغيان لم يرضى أن يرفع قانون الطوارئ لم يتكلم عن شهداء الأنتفاضة لقد أثر كبرياءه و طغيانه حتى و هو عند الغرغرة لقد فعل كما فعل فرعون الأمة ابو جهل عندما قال عند موته يكفيني اني حاربت من بالأرض و من بالسماء لم يتنازل عن تجبره حتى لحظة موته و هذا ما فعله فرعون مصر رفض التنازل عن جبروته حتى لحظة موته فليذهب الى مزبلة التاريخ كما ذهب فرعون و كما ذهب بن علي قبله

و لا يظن بعض الظالمين و الطغاة انهم بمنأى عن ذلك ولذلك عليهم جميعا ان ان يعوا الدرس جيدا و يكفوا عن ظلمهم و لا يغتروا بقوتهم و جبروتهم و حماية امريكا او ايران و حزب الله لهم فإذا فشلت شعوبهم بالثورة مؤقتا فإن اليوم سوف ياتيهم فليكفوا عن ظلمهم و طغيانهم و ليحكموا برضى الأمة عنهم و ليجعلوا شريعة الإسلام هي الدستور للبلاد

و لكننا لا ننكر القصور الكبير عند الثورة و هو ان هؤلاء الشباب لم يطالبوا بتحكيم شرع الله لم يطالبوا بدينهم لقد ارادوا فقط المطالبة بحريتهم و كرامتهم و هي مطالب مشروعة و لكن عدم مطالبتهم هو تقصير كبير من المسلمين و من الحركات الإسلامية و هي عدم استغلال الفرصة للمطالبة بتحكيم شرع الله سبحانه و تعالى كان يجب قيادة الشباب الى مثل هذه المطالب الواجبة على الأمة بل هي لب التوحيد و الإسلام فلا اسلام بدون تحكيم شرع الله و لا اسلام بدون تطبيق احكام الله سبحانه و تعالى لقد رفع سراق الثورات عقيرتهم بالمطالبة بتغيير المادة الثانية من الدستور و التي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي يريد هؤلاء الصليبين و العلمانيين الذين ارتضوا الكفر دينا لهم أن يحرموا الغالبية المسلمة في بلد مسلم من يحكموا بكتاب الله و الذي لن يجد النصارى العدل إلا في ظله لذلك اهيب بالشباب و المفكرين و العلماء ان لا يسمحوا لأحد ان يلتف على ثورتهم و يجعلها علمانية و حربا على الإسلام بدل ان تكون فائدة للفئة المضطهدة مسلمي مصر المباركة

و اخيرا نقول بارك الله في اهل مصر و بارك الله في شباب مصر




08‏/02‏/2011

حال حكامنا اليوم


فهذا هو حال حكامنا اليوم يفعلون ما يريدون و لا قانون يلزمهم بشئ لسان حاله يقول انا ربكم الأعلى الناس يجب أن يحاسبوا و لا يجب ان يحاسبه احد قوله قول مقدس و فعله مقدس و كل شئ فيه مقدس كانما فيه دم الألهة يجري كما عند اليونان و اذا خالفه احد كأنما خرج على ألهه حاكم كمبارك بلغ من العمر 82 سنة ما الذي ينتظره حتى يترك كرسيه و ماذا يتأمل يحرق بلده و شعبه و امته من اجل ان يبقى على كرسيه حتى و لو لن يستفيد منه شئ فقط ليرضي غروره

لقد كشفت انتفاضة اهل مصر المباركة مدى سفالة و حقارة هؤلاء الفراعنة و مدى ما يشكل عندهم الحكم من قيمة عالية يفعلون كل شئ من اجله

كشفت هذه الإنتفاضة مدى خيانة و عمالة مثل هؤلاء الحكام و مدى ما يشكلونه من ورقة لأمريكا التي كشفت عن وجهها القبيح و ادعائها بالديمقراطية و رغبة الشعوب و هي تتمسك بفرعون مصر من اجل مصالحها و من اجل اسرائيل

انتظرت امريكا كل هذا الوقت مع ما يفعل من قتل و جزر و موت للشعب المصري الأبي و لا تريد التخلي عنه و هي تتعامل مع مصر و كأنه ولاية تابعة لها لا تريد ان تغير فرعون حتى تأتي بفرعون أخر تابع لها و هذا ما تسعى له امريكا الأن و تعقد الأجتماعات و الحوارات و تتابع بشدة الأمر و كأن الشعب المصري لا قيمة له و لا رأي له المهم رأي ربيبتها المدللة اسرائيل و رأيهم هم بالرئيس الجديد

اي قيمة للديمقراطية و للحرية تمثلها امريكا و اين قيم العدالة و الحرية التي تغنت بها دائما و احتلت العراق من اجلها ام الديمقراطية التي عرفناها و خبرناها بالعراق ديمقراطية الدماء و القتل و الأقصاء ديمقراطية التدمير و نشر الطائفية و الفتن الداخلية

و تدمير المجتمعات نحن نشكر امريكا التي كانت قد عرت نفسها تماما بالسابق أمامنا و لكنها الأن لم تبقي لمن يسوق لها بالمنطقة عذرا لكي يدافع عنها الا اذا كان لا قيمة لنفسه امام الناس لقد قضت امريكا على من يدافع عنها و قتلتهم فكريا بما بما فعلت و ما روجت و لكن هذا الفضل من الله ان عرت نفسها بنفسها و كفتنا مؤنة كشف حقيقتها المكشوفة إلا لمن طمس الله على قلبه

لا ادري كيف اصف فرعون مصر و كيف له وجه ان يخرج على الناس و يحكمهم من جديد بعد كل هذا الرفض الشديد له كيف له ان يحكم مثل هذا الشعب المبارك العظيم ام أن الحياء مفقود اصلا كيف لا يكون الحياء مفقود و هو يعامل الناس على انهم عبيد له و لجنوده

الحمد لله و شكرا لكم يا اهل تونس و شكرا لكم يا اهل مصر و إن شاء الله يكون الدور على باقي حكامنا الظالمين فلدينا الكثير من الفراغنة نحتاج الى من يعلمنا الكرامة حتى نلحقهم بمن سبقهم

نظرة شرعية في الأحداث الراهنة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:

فإن الأمة العربية تمر هذه الأيام بأحداث عصيبة وعسيرة؛ تنبئ عن تغيرٍ كبيرٍ ربما طال بعضًا من الأنظمة التي جثمت على صدور شعوبها عقوداً من الزمن، ويتابع الناس أحداث تونس ومصر بكل اهتمام وشغف، وقلوبهم معلقة بآمال المستقبل المجهول، وما يدري المرء هل ستلحق دولٌ أخرى بأختيها أم لا؟

وفي خضم هذه الأحداث تدور أسئلةٌ كثيرةٌ في أذهان كثيرٍ من الشباب، ويجري نقاشٌ عريضٌ عبر مجالسهم، ونواديهم، وعبر التقنيات الحديثة من مجموعات بريدية، ومواقع اجتماعية، كالموقع الشهير (الفيسبوك) وغيره، ويتساءلون عن مشروعية الاحتجاجات الجماعية وجدواها، وهل هي صورة من صور الخروج على الحاكم؟ وما الموقف الصحيح منها؟ ولماذا لا نرى بعض الرموز الدعوية تشارك فيها وتقود المسيرة؟ وهل هذا خطأ منهم أو صواب؟ وهل سيجني ثمرتها الإسلاميون أم سيقطفها غيرهم؟ وغيرها من الإشكالات والاستفسارات التي يبحثون لها عن إجابات؛ وللأسف لا يجدون!

فأقول وبالله أستعين:

أما الخروج على الحاكم المسلم الذي يحكم بشرع الله، وقد أقام في المسلمين الصلاة، ولم يروا منه كفراً بواحاً، فمنهج أهل السنة والجماعة واضح في تحريمه، ولو جار أو ظلم، لحديث: ((ما أقاموا فيكم الصلاة)) رواه مسلم، ولحديث: ((إلا أن تروا كفراً بواحاً، عندكم من الله فيه برهان)) رواه الشيخان، وقد كان هناك خلاف بين السلف في حكم الخروج على الحاكم الجائر، ثم استقر أمرهم على ما سبق، نص على ذلك القاضي عياض والنووي كما في شرحه لمسلم (11/433)، وابن تيمية في منهاج السنة (4/529)، وابن حجر في تهذيب التهذيب (1/399)، وغيرهم، وهو الحق إن شاء الله، وكأنه إجماع منهم.

وأما من نحَّى شريعة الله ولم يحكم بها، وأظهر الكفر البواح؛ فقد أجاز العلماء الخروج عليه بشرط القدرة حتى لا تُسفك دماءٌ معصومة، وتزهق أرواحٌ بريئة، قال الإمام ابن باز رحمه الله: (لا يجوز الخروج على السلطان إلا بشرطين، أحدهما: وجود كفر بواح عندهم من الله فيه برهان. والشرط الثاني: القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شرٌ أكبر منه) (مجموع فتاوى ابن باز) (8/206)

وأعني بالخروج هنا: الخروج بالقوة بحيث يتقاتل الطرفان، ويحمل كلٌّ منهما السلاح في وجه الآخر.

وقد عانت الأمة الإسلامية كثيراً من حركات الخروج هذه، حيث ذهبت فيها أرواحٌ كثيرة دون طائل، لكن تسمية المطالبات بالحقوق الدينية والدنيوية - ولو كانت جماعية - خروجاً فيه نظر، وقياس الوفيات التي قد تحدث فيها سواء بسب الازدحام والاختناق أو بسبب الاعتداء عليهم؛ قياس ذلك على الدماء التي تُسفك عند الخروج المسلَّح قياسٌ مع الفارق، فشتان بين هذا وبين الهرج والمرج الذي يحصل عند الخروج بالسيف كما حصل في ثورة ابن الأشعث وغيرها.

و التاريخ الإسلامي حافلٌ بمثل هذا النوع من الخروج بكل أسفٍ، لكن هذا النوع من المطالبات الجماعية السلمية حديثة على العالم الإسلامي، ولا يُعرف لها مثيل في تاريخ المسلمين، والمستجدات العصرية في وسائل التغيير والتعبير لا ينبغي إغفالها وإهمالها، طالما لم يرد نصٌّ بإلغائها وإبطالها، ولعلَّها لا تخرج عن نطاق "المصالح المرسلة"، وقاعدة: "الوسائل لها أحكام المقاصد". و وجود بعض المفاسد عند استخدام مثل هذه الوسائل، ليس قاطعاً على حرمتها، فإن هذه المفاسد قد تسوغ مقابل دفع مفاسد أعظم منها: عملاً بقاعدة: "جواز ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما"، فشريعة الله قائمة على مراعاة مصالح العباد. والمهم الآن هو القول بأن مطالبة الإنسان بحقوقه الدينية والدنيوية مطالبة مشروعة في أصلها، ما لم يُرتكب فيها محرم كإتلاف الأموال وإزهاق الأنفس، وخاصة إذا كان هذا الحاكم مستبداً ظالماً ناهباً لخيرات الأمة، يسجن ويقتل منهم المئات بل الآلاف.

وتتأكد هذه المشروعية إذا كان -مع منعهم من حقوقهم الدنيوية- يمنعهم من حقوقهم الدينية، ويجاهر بمحاربة الدين صباح مساء ويعلن أن نظامه نظامٌ علماني، ويفضل القانون الوضعي على شريعة رب العالمين.

لكن لمـَّا كانت هذه المطالبات الجماعية يشترك فيها عامة الناس، المثقفون منهم والغوغائيون، وقد تحصل فيها فوضى وشغب، ومنكرات عديدة: كتبرجٍ سافرٍ من بعض النساء -هداهن الله- واختلاطٍ مشين، واحتكاكٍ بالرجال بسبب الزحام، وصوت موسيقى في بعض هذه التجمعات، ورفع راياتٍ عُميَّةٍ وشعاراتٍ جاهلية، وربما شارك بعضَها أصحابُ أحزابٍ علمانية وأتباع دياناتٍ أخرى، إلى غير ذلك؛ فإن مشاركة العلماء وطلاب العلم الكبار ورموز الدعوة وقادتها، قد تتعذر حينئذٍ، ولا تلزمهم، ويكفي منهم التأييد العام بالبيانات والكلمات والخطب مع توجيه العامة نحو ما يحفظ على البلاد أمنها وممتلكاتها، وعدم ارتكاب محظورات في أثناء هذه المطالبات.

كما أن سكوتهم فضلاً عن معارضتهم لها، قد يفقد ثقة الناس فيهم، ويتسبب في انفضاضهم عنهم، وربما يتجهون إلى أصحاب الدعوات الباطلة؛ لأنهم سيرون أنهم هم وحدهم الذين وقفوا معهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة.

ولا شك أن غياب العلماء والدعاة حضوراً أو توجيهاً وانزواءهم في الزوايا فيه مفسدة

ومن يثني الأصاغرَ عن مرادٍ ..... إذا جلس الأكابرُ في الزوايا

وقد يستشكل بعض الناس مشروعية هذه المطالبة مع ما قد يحصل معها من فوضى وشغب، وربما تُسفك بسببها دماء، ولا شك أن هذه مفاسد لكنها قد تُحتمل مقابل المصالح العظيمة التي تحصل من تغيير أحوال الشعوب الدينية والدنيوية إلى حال أحسن، وهنا تتفاوت أنظار العلماء وتختلف اجتهاداتهم في تقدير المصلحة وتوقع لمن تكون الغلبة، وعلماء كل بلد أعرف بحاله، مع التأكيد على عدم جواز ارتكاب أي من هذه المفاسد، وأن تكون المطالب سلمية بالشروط والأحوال المذكورة آنفاً.

وتظل هذه المسألة من مسائل الاجتهاد الدقيقة، التي تختلف في توصيفها الأنظار، ويتردد المرء فيها ويحار، فلا ينبغي أن تكون سبباً للفرقة وإلقاء التهم وإساءة الظن.

وينبغي أن يُعلم أن ما يصح أو يصلح أن يقال في بلد لا يصح ولا يصلح أن يقال في بلد آخر، إذا كانت مفسدة المطالبة فيه أعظم من السكوت عنها.

فمثلاً بلدٌ كاليمن، أهله مسلَّحون، وفيه قبائل متناحرة، وتنظيمات بدعيَّة مسلحة لها (أجندات) خاصة، ومطالبات انفصالية في أجزاء منه، وفوضى عارمة، قد لا يكون من المصلحة قيام ثورات فيه، لمظنة وقوع هرج ومرْج وفساد عريض، وقد يستثمر مثل هذه الثورات أصحاب الفرق الضالة المنظمة المسلحة المدعومة من الخارج في حين أن أهل السنة فيه مختلفون متناحرون، وقل مثل ذلك في بلد نسبة أهل السنة فيه أقل من أهل البدع ولو ظهرت فيه مثل هذه الثورات لكان أهل البدع أقرب للوصول إلى السلطة من أهل السنة، فلا شك أنه في مثل هذه الحالات التي يغلب على الظن أن تؤدي المطالبات الجماعية فيها إلى وضع وحالٍ أسوأ مما هو عليه = أنها لا تجوز، لأن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، و جاءت لتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من موضع من كتبه وفتاويه، وخلاصة الأمر أن هذه المطالبات الجماعية تختلف من بلد إلى آخر، والحكم عليها خاضعٌ للنظر في المصالح والمفاسد، وهي بهذا تُعد من المصالح المرسلة التي لم يشهد لها الشرع بإبطال ولا باعتبار معين.

وهنا يتساءل بعض الناس، ما الموقف الصحيح مما يجري على الساحة اليوم؟

والجواب: لا شك أن زوال طاغية محارب لدين الله مما يثلج صدور المؤمنين لاسيما إذا لم يُتيقن مجيء من هو أسوأ منه، لأن الفرح إنما يكون بزواله ولا أحدَ يعلم الغيب، ولا بمن سيأتي بعده. وقد فرح المسلمون بموت الحجاج بن يوسف الثقفي، ونقلت لنا كتب التاريخ سجود الحسن البصري وعمر بن عبدالعزيز شكراً لله على موته، ولما أُخبر إبراهيم النخعي بموته بكى من الفرح، ولما بُشِّر طاووس بموته فرح وتلا قول الله تعالى: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} وما كانوا يدرون من يحكمهم بعده. وفي عالمنا المعاصر فرح المسلمون والعلماء بزوال الاستعمار، وحُقَّ لهم ذلك، بل شارك بعض العلماء في الثورات التي أخرجته من بلدان المسلمين رغم أنه خَلَفَهم بعد ذلك في بعض الدول من هو أسوأ منه، فهذا الفرح والدعاء بزوال كل محارب للدين هو أقل ما يجب على العبد المسلم المعظِّم لشرع الله؛ إذْ رفعُ الظلم وإقامةُ العدل مقصودٌ لذاته في الشريعة الإسلامية، وفي الفِطَر السوية، والعقول السليمة. أما المشاركة فقد سبق القول أنها تخضع للمصالح والمفاسد يقدرها علماء كل بلد.

والقول بأن تأييد ذهاب أمثال هؤلاء فيه إعانة على من سيأتي بعدهم من أهل السوء، قولٌ صحيح، لكن هاهنا ثلاثة أمور ينبغي التفطن لها:

أولاً: أن زوال أمثال هؤلاء مقصود لذاته كما سبق بيانه.

ثانياً: أن بقاءهم متيقن في استمرار الفساد في حين مجيء غيرهم مظنة أن يكون أفضل منه، وزوال مفسدة متيقنة أولى من بقائها خشية من مفسدة مظنونة، وإنما يُمنع من زوال المفسدة إذا كانت تؤدي إلى مفسدة أعظم منها كما سبق بيانه.

ثالثاً: أنه مما لاشك فيه أن الأمة إذا تخلصت من أمثال هؤلاء أنها ستعيش عقب ذلك فترة من الزمن تستعيد فيها حقوقها الدينية والدنيوية لأن كل من سيأتي بعدهم أياً كان سيحسب لمثل هذه المواقف ألف حساب، وهذا وحده مصلحة غالبة الظن.

ويتساءل آخرون: لماذا لا يستثمر الإسلاميون هذه الأوضاع؟

والجواب: إن كان المقصود بالاستثمار المشاركة في السلطة فلا أظن أنهم في حالٍ تمكنهم من ذلك (والمراد بالإسلاميين هنا أعداء الديمقراطية). أما إن كان المقصود المشاركة في اختيار الأصلح أو الأقل سوءًا فهذا ممكن مع كثير من الحرج. لكن واجب الوقت الآن هو استثمار الحدث بالقرب من الناس وتوجيههم، وتسجيل مواقف تدفع بدعوتهم إلى الأمام بعد هدوء العاصفة.

وختاماً:

فإنَّ على عامة المسلمين في مثل هذه الأوضاع الاسترشاد بالعلماء الربانين والدعاة الموثوقين، والصدور عن رأيهم فيما يشكل عليهم، وعلى العلماء والدعاة تقدير المصالح والمفاسد وفق المنهج الشرعي، مع التحلي بالرويَّة والأناة والحلم في مثل هذه المواقف، وألا يتسرعوا في اتخاذ المواقف إقداماً أو إحجاماً، وأن يجعلوا أمرهم شورى بينهم.

أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يعصمنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يولي على المسلمين خيارهم، ويدفع عنهم شرارهم، وأن يوحد صفوفهم، ويجمع كلمتهم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

علوي بن عبدالقادر السقاف
2 ربيع الأول