25‏/01‏/2011

غربة المرء بين قومه واهله

كنت ذات يوم جالسا عند احد اصحابي في زيارة خاصة له

و كان هناك شخص اخر معنا في الجلسة و في غمرة الكلام

تحدثت له عن همومي و ما اعانيه من الغربة التي اجبرت عليها و كان القلق و الحزن دائما معي

جراء ذلك فأنا لم ارى بلدي منذ 25 عاما اي بعد ولادتي بفترة قصيرة

و كان الشخص الثالث الذي يجلس معنا من اهل البلد المقيمين فيه

فنظر الي و الحزن في عينيه ثم قال كلمات لا انساه لأنها اثرت في تأثيرا عميقا

قال ( انه لا يوجد اسوأ من ان يكون الأنسان غريبا بين قومه و في بلده)

فأحببت ان اكتب عن هذه الكلمات التتي اثرت في


هذه الكلمات معناها عميق جدا فقد شعرت بالجرح الكبير الذي فيه هذا الرجل

ان الغربة التي يتكلم عنها اسوأ غربة يمكن ان يعيش فيها الأنسان

فلأنسان عندما يعيش وحيدا و هو بين الناس

نعم يكون وحيدا بافكاره و طريقة عيشه و بمابدئه التي يدعو لها

كيف يمكن لمسلم ان يعيش في مجتمع بعيد عن الدين و الأخلاق مجتمع يكون فيه المنكر معروفا و المعروف منكرا

لا تستغربوا من كلامي فهذا مجتمعنا الذي نعيش فيه مجتمع غلبته الحياة المادية

قلما تجد صديق حقيقي يكون معك في السراء و الضراء

الناس في معظمهم الهتهم الحياة المادية فقيمتك بعدد الدنانير التي معك

هذ المجتمع الذي قلما تجد فيه شيئا جيدا

فعندا نرى المدارس نرى تعليما منتهيا نرى اطفالا في المرحلة الأبتدائية منحرفون اخلاقيا و دينيا

من اين تعلموا هذا من اين تلموا السرقة من اين تعلموا اقامة العلاقات مع الجنس الأخر و هم بهذا العمر
يمكنك النجاح و ان تصبح نتيجتك الأولى اذا كنت عند واسظة جيدة من المسؤولين او من الرشاوي

التي تدفعها

عندما اذهب الى الشارع ارى الحياة لا روح فيها فقليل من يسلم عليك و اذا سلمت على احد

ينظرون اليك بأستغراب و كأنك من كوكب اخر

تمشي قليلا ترى نساء سافرات بملابس ضيقة كأنهم عراة لا ادري كيف فكرت و بماذا فكرت

عندما خرجت هذه الفتاة بهذه الملابس الى الشارع هل انتهى الحياء نهائيا في مجتمعاتنا

ثم تلتفت الى الجانب الأخر لترى شبابا قد مسخوا عن هويتهم عن دينهم وعروبتهم

تراهم يلبسون يلبسون ملابس لا اعرف من اين اتوا بموديلاتها و ترى عجبا في موديلات الشعر

حتى استحى من النظر الى هذه الموديلات .

عندما اذهب لأشتري ملابس من احد المحلات صدقوني لا اجد ما استطيع ان اشتريه ابحث بتعب شديد

حتى اجد ملابس محترمة تليق بأخلاقي

و عند ما ذهبت الى الجامعة وجدت و جدت من الأمور ما تهول له العقول السليمة

ماذا جرى اين نحن يا ترى هل نحن في دولة مسلمة

ترى الفتيات بأحدث الموضات و الموديلات الشبه عارية و ترى الشباب المتميع

ترى الشاب و يشبك يده مع الفتاة و هو يجلس معها او اخر يجلس مع مجموعة من الفتيات

و هم يتمايلون و يضحكون و ترى اوضاعا مخزية لا استطيع ذ كرها اين نحن يا ترى هل نحن في باريس

ثم تذهب الى السوق اريد ان ارى رجلا صادقا لا ينفق سلعته بالحلف الكاذب

لا استطيع ذلك فمن شبه المستحيل ان ترى هذا الرجل لا ادري ماذا اصابنا

و اذا ذهبت للبحث عن عمل قلما اجد عملا حلالا لأن معظم الأعمال مبنية على الغش و الكذب

سواء من الشركات او الأفراد فأما عليك ان تشاركهم او تطرد من العمل و لاحول و لا قوة الا بالله

و عندما تكلم الشباب في موضوع هادف او علمي تجد ان ثقافته لا تسمح له بذلك

نعم فثقافته المغني الفلاني ذهب و الفنان الفلاني اتى

و المسلسل الفلاني و الفلم الفلاني

و اغلبهم لا يعرف من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا فضلان صحابته او احكام دينه

و اذا احببت ان تنصح احدهم او تكلمه تهكم و استهزئ بك و يقل لك ما هذا في اي زمن تعيش

هل تريد ان تعيدنا اى القرون الماضية اخرج نفسك من هذه العقد و عش حياتك

نعم هذه هو ما رأيته في مجتمعتنا التي انحطت الى الحضيض

فقد وجدت ان كلام الرجل كان صوابا فأنت غريب حتى بين اهلك و اقربائك تعبت كثيرا

من التفكير ه يمكن ان اعيش هذه الحياة هل هذا مجتمع يرجو الرفعة

نعم لقد وصلت الى رأي و للأسف الشديد ان هذا الجيل لا امل في نهوضه الذي فيه ما فيه

و انا لم اتكلم عن انتشار سب الله و الدين المنتشر خصوصا في بلاد الشام في العلن و الزنا و السرقة و الأفطار في رمضان بشكل علني

هذه هي الغربة الحقيقية التي نعيشها

غربة بين ابناء وطنك و اهلك و لا حول و قوة الا بالله

و ارجو من الله الكريم ان لا يفتننا و ذرياتنا و اذا اراد فتنتنا ان يميتنا غير مفتونين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق