01‏/05‏/2011

طال البعد يا وطني


الحمد لله رب العالمين
تمر السنين تلو السنين و الأيام تلو الأيام و الحنين الى بلادي ما زال يكبر بلاد لم اعرف عنها يوما سوى اسمها لم ارها لم اعش فيها و لكنها تعيش في قلب سقيم من حبيب لا يرى حبيبه يسقى حبه من عروق دم في عين او اذن طالما رأت او سمعت شيئا او خبر او صور عن بلاد رغم قربها بعيدة جدا بلاد بلاد تعيش في قلب متيم بها و بعيدة عن عين لم تمل من انتظار رؤيتها كلما تنقلت بالبلاد رأيت صورا لها في حارات و احياء كأنها بلادي و لكنها لا تغنيي عن بلادي بلادي التي عشت عشرات السنين بعيدا عنها سوى اني كنت يوما من ابناء من احبها لا ذنب لي سوى اني ابن ذاك المحب لبلاده و اسلامه اراد ان يكون عزيزا بعزة بلاد طالما جعلها من اختطفها ذليلة لم ترض ارض الشام ارض البركات الا ان تحتضن رجلا لا تفارقه في ترابها كيف تترك من كان دمه يوما يسقي به ارضا ظمئي الى الحرية بعدما كانت دائما ارضا بورا من شدة الظلام و العبودية فلا اسلاما و لا دينا و لا حرية لم ترى الا اناسا يمشون على غير هدى اراد لهم من كان يريدهم لهم عبيدا ان يعيشوا فوق ارض لا ترضى لأهلها غير الحرية كان لا بد من دم يسقى هذه الشجرة فكان دم وابي العزيز يروي به شجرة عسى ان تمتد الجزور
لم يكن لي من ذنب سوى هذا لاكون بعيدا عن وطن عشرات من السنين كيف لا يكون ذنبا تحمله الى احفادك و انت تحمل في عروقك دم من كان يردا خيرا لهله و لبلاده و اعظم به من ذنب عن من لا يرد سوى الظلام فالنور و الظلام لا يلتقيان كم احزن و انا اسمع عن بلدي انهارا من دماء يسفكها مجرم تجذر في اجرامه كم احزن و انا ارى بلادي اسيرة عند سفاحين لا يعرفون سوى القتل لغة للكلام
بقدر هذا الحزن الكبير يكون الفرح كبيرا كيف لا نفرح و نحن نرى نورا و شجرة يرويها من يريد ان يرى الفجر بعد ان طال الظلام و من يرويها هم ابناء الأيمان ابناء الشام ابناء الأرض التي تأبى ان تكون ذليلة يوما ما دمائا تسقى شجرة عطشى و لا بد لها ان تثمر بدماء شباب او اطفال او نساء ضحوا بدمائهم من اجلها حتى تكون كبيرة افرحي يا ارض الشام بأبناءك الابطال ضميهم بين احضانك في ترابك هؤلاء هم من اراد لقيا الحبيب افرحي بأولاد لك يسقون ترابك بالدماء من اجل ان يعلوا نور الله الذي اراده للشام فوق الظلام و اليوم قريب و قريب جدا يا احباب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق