28‏/11‏/2011

ما الذي يريده العلمانيين في سوريا





بعد نجاح عدد من ثورات الربيع العربي اظهر كثير من العلمانيين انيابهم و بدأوا يحرضون على ما يسموه التيار الإسلامي في كل دولة سقط فيها النظام الذي كان يتبنى نظامها الدكتاتورية و  العلمانية بالسابق و لم يكونوا يعلنوا خوفهم بقوة من سيطرة هؤلاء الحكام العلمانيين على الدولة رغم ان بعضهم كان يعارض دكتاتورية النظام القائم في ذلك الحين و لكنهم يفضلون مثل هذه الدولة الدكتاتورية على النظام الإسلامي اذا كان هو البديل من وجهة نظرهم حتى لو فاز هذا الأخير بما يسمى الديمقراطية التي ينادون بها و يدعون حرصهم عليها


نلاحظ هذا من تصريحات العلمانيين في تونس قبل و بعد فوز حزب النهضة بالإنتخابات التونسية و ما يفعلوه في مصر و في سوريا ايضا و في كل مكان يخشون فيه من ان يحكم دين الله و لو عن طريق النظام الذي يدعونه و يدعون اليه الديمقراطية .
فهم يهاجمون الإسلاميين ليس سياسيا كبرنامج سياسي غير مناسب من وجهة نظرهم بل يهاجمونهم كمنهج و فكر خاص بهم فهم يهاجمونهم حتى بعد فوزهم بالأغلبية حسب ما يسمونه بالديمقراطية التي يدعون اليها فقط اذا اتت بهم لحكم البلاد .
و من المفروض ان يقبل العلمانيين بنتيجة اغلبية الشعب و لكنهم يستخدمون هذا الأسلوب الرخيص لتحريض الغرب و تخويفهم من سيطرة الإسلاميين و انهم سيقطعون الأيدي و يرجمون الناس و غير ذلك و قد يفكروا في غزو اوربا و العالم رغم انهم  لو كانوا يؤمنون بالديمقراطية فلا يوجد مشكلة في منهج او برنامج يختاره الشعب و لكنهم لا يؤمنون بالديمقراطية او الحرية الا اذا اكنت في صالحهم فقط .
و هم عندما يفعلون ذلك لا يحاولون استعداء الغرب على الإسلاميين في حال فوزهم بل يحاولون الضغط بما يملكون من الة اعلامية كبيرة على الإسلاميين لكي يتخلوا عن منهجهم و دينهم  حتى لو بقوا متمسكين بكونهم من الإسلاميين


و هذا ما نراه الآن على الساحة السورية من تصريحات و تخوفات يطلقها الكثير من العلمانيين من الإسلاميين و سيطرتهم على سوريا لذلك بعضهم فضل المجازر و الدكتاتورية  بالنظام الحالي في سوريا على ان يرى او يتخيل ان الإسلام سوف يحكم سوريا يوما و هم يعلمون ان الغرب لو تخلى عنهم لما اختارت شعوب المنطقة غير الإسلام نظاما لحكم البلاد.


لذلك نرى الكثير من العلمانيين في سوريا اكبر مشكلاتهم هي وصول الإسلاميين في سوريا الى الحكم و قد حضرت بعض المؤتمرات و سمعت حديث بعضهم و نقاشه و كان اكبر مشكلاتهم ليس توحيد المعارضة و لا انقاذ شعب سوريا مما يتعرض له من مجازر بل الإسلاميين هم المشكلة بالنسبة لهم  و اعتراضهم على ما يعتبروه اسلمة الثورة و محاولة الإسلاميين السيطرة على الحكم
و هذا ما نراه كذلك من انعقاد المؤتمر العلماني الأول في سوريا و الذي ايد نظام الإجرام في سوريا و دعم اصلاحاته رغم ان النظام السوري ليس نظاما علمانيا الا بما يتعلق كغطاء لطائفيته ، لذلك كان هم العلمانيين في سوريا هو الخوف من الإسلاميين حتى لو بقي النظام حاكما فالدكتاتورية خير من ان يحكم الإسلام في سوريا .
و عقد مؤتمر اخر للعلمانيين في باريس ليس من اجل وضع خريطة طريق لوقف انهار الدم في سوريا و التخلص من النظام القائم بل من اجل توحيد جهود العلمانيين و مخاوفهم من سيطرة الإسلاميين على الحكم في سوريا و رغم انهم  ايدوا تطلعات الشعب السوري بالحرية و ايدوا اسقاط النظام و لكن مؤتمرهم كان من اجل الخوف من سيطرة الإسلاميين  و نشاطهم بالثورة.


و نلاحظ كذلك تصريحات البعض من رجالات العلمانية و محاولتهم التقليل من نسبة المؤيدين للإسلاميين في سوريا كبرهان غليون و هيثم المناع و بسمة قضماني و غيرهم  فبعضهم حدد نسبتهم 10% و البعض تكرم عليهم و اعطاهم 20 % و البعض اقل و البعض اكثر
حتى ان البعض منهم اعترض على خروج المظاهرات من المساجد او كلمة الله اكبر


انا لا اعرف ما الذي يريده العلمانيين حتى يرضوا عنا هل يريدون ان نكفر بالله و الإسلام  و نعلن اننا ملحدون لا نؤمن بالله .
هل يريدون منا اغلاق المساجد و لا نصلي فيها من اجل عيونهم .


كل هذا بسبب خوفهم من الإسلاميين و سيطرتهم و لو عن طريق الديمقراطية التي يدعونها .
و مع قوة هذه الهجمة الشرسة من قبل العلمانيين حتى يحاولوا  تخويف المجتمع و الغرب من سيطرة الإسلاميين عسى ان يستطيعوا ان يقللوا من نسبة تأييدهم او على الأقل منعهم من تطبيق الإسلام كنظام بالحكم .
فإن الكثير من الإسلاميين اصبح يشعر و كأنه متهم دائما و في حالة دفاع عن نفسه و عليه اثبات انه بريئ سواء من تهمة انه اسلامي او انه اسلامي معتدل و المشكلة ليست بالإعتدال فإسلامنا وسطي اصلا و هو الوسطية بعينها و لكن المشكلة هي بمفهوم الإنفتاح او الإعتدال و فهمه فالبعض من الإسلاميين اعلن انه لا يريد ان يجعل الإسلام مصدرا رئيسا للتشريع كما في تونس
و البعض اسلامي و لكنه يريد دولة علمانية و لا داعي للخوف من تطبيق الشريعة لأنه لن يطبقها اصلا  و البعض يهرب حتى من تسميته انه اسلامي و يجهد نفسه في محاولة ان يثبت براءته من تهمة انه اسلامي حتى لو تبرأ عمليا من الإسلام نفسه .

المشكلة في هذه الهزيمة النفسية التي جعلونا نشعر بها و كأن الإسلام و تطبيق حكم الإسلام عار و مشكلة تستدعي البراءة منها
و هذا ما تم ملاحظته في كثير من مؤتمرات المعارضة السورية حتى لو كان القائمون عليها من الشباب المسلم الملتزم و لكنه يجهد نفسه ان يبتعد عن كل ما يربطه ليس بالأحزاب و التيارات  الإسلامية بل حتى بالإسلام نفسه فيحاول ان يبعد اي صبغة تدل على الإسلام في هذا المؤتمر او ذاك حتى انهم يقفون دقيقة صمت على الشهداء و لا يقرأون الفاتحة مثلا خوفا من تهمة الإسلام و انهم ليسوا بإسلاميين


  و البعض يرفض تسمية الجمع بأسماء فيها ذكر الله حتى لا تتأكد اتهامات العلمانيين او النظام السوري او غيرهم ان الثورة هي ثورة الإسلاميين و كأن الإسلاميين هم ليسوا من الشعب السوري و لا حق لهم بالحرية و المطالبة بحقوقهم و يجب ان يكونوا دائما بالسجون او تحت التراب .


و كنتيجة حقيقية ان العلمانيين لن يرضوا عنا ابدا طالما نؤمن ان هناك دينا اسمه الإسلام نظاما لنا بالحياة .


و انا لا يهمني العلمانيون بقدر ما يهمني من يتبنى الإسلام نظاما فهم يحاولون ان يقنعوا العلمانيين و ان يعطوهم الضمانات على الحرية و الديمقراطية فليعطونا هم العلمانيون الضمانات على الحرية و الا فإن كل الأنظمة الحاكمة القمعية كانت علمانية و كنا مضطهدين و مستعبدين فلماذا هم لا يعطون الضمانات على ذلك لماذا نحن علينا ان نعطيهم الضمانات رغم انه لم نكن نعيش الا تحت انظمة تسمي نفسها علمانية تستعبد الشعوب و تذلها بطريقة لم يشهدها احد من قبل فهم الأولى ان يعطونا الضمانات لا نحن .

هم من عليهم ان يثبتوا انهم ليسوا دكتاتوريين و ليس نحن من علينا ان يثبت ذلك

فلا داعي لهذه الهزيمة النفسية التي تجاوزت المعقول فنحن مسلمين و نؤمن بالله و و القرآن الكريم و نحن اغلبية الشعب السوري و هو شعب مسلم ما المشكلة لو اننا دعونا الله او قرأنا الفاتحة على ارواح الشهداء بدل ان نقف دقيقة صمت لا تغني و لا تسمن من جوع فقط حتى لا يتهمنا احد بالإسلام نظاما نريده للحكم .


لا يجب ان نتنازل عن ديننا و ثوابتنا من اجل ارضاء الأخرين عنا فقط .


و على الكل ان يعرف اننا مسلمون نؤمن بالإسلام كمنهج حياة و ليس علاقة خاصة بيننا و بين الله و هذا هو ديننا الذي انزله الله و ارتضاه لنا و نحن نؤمن بالله ربا و بالإسلام الذي ارتضاه لنا و ديننا دين التسامح و العدل و لا داعي لأن نثبت ذلك لأننا لسنا في موضع التهمة و نريد لديننا ان يحكم سوريا و كل بلاد المسلمين و هذا من حق الأغلبية في سوريا  لأن هذا دين الله و ليس نظرية فلان او علان و الشعب السوري المسلم لن يرضى بغير الإسلام نظام يحكم للبلاد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق