05‏/11‏/2011

اي قومية و اي حرب يتكلم عنها الأسد

يبدو ان استخدام اسطوانة الأسلاميين و الأخوان مما اتفق عليه جميع قادة الأنظمة العربية الساقطة او التي في طريقها الى السقوط
فقد كان اول الساقطين زين العابدين قد سوق نفسه انه الذي يقف في وجه المد الأسلامي في تونس و ان الأخوان هم من سيكون البديل في حال سقوط نظامه و قد ذهب الى مزبلة التاريخ و لم تكن لتفيده تلك التصريحات عند اسياده لأن الوضع خرج عن السيطرة ثم تبعه الساقط الثاني حسني مبارك و كرر نفس العبارة ان الأسلاميين و التطرف و الأخوان هم من سوف يحكم مصر في حال سقوطه عسى ان يجد اذنا صاغية لدى من وفروا له الحماية طوال سنين حكمه و خدمهم طوال حياته من اليهود و امريكا و لكن الأمر كان قد خرج عن السيطرة و لحق بإخيه الى مزبلة التاريخ

ثم كان الساقط الثالث القذافي ما فتئ يكرر و يقول ان المعارضين و الثوار هم القاعدة و ان الأسلاميين سوف يحكمون ليبيا في حال سقوطه و كان ان سقط و ذهب الى مزبلة التاريخ و قد كرر الأسطوانة كثيرا و ما زال علي عبد الله صالح و دائما ما يقول الأخوان و القاعدة و انه هو السد في وجه الأسلاميين من الوصول الى الحكم و نهايته قريبة لن تطول بإذن الله
ثم ها هو بشار الأسد يعود ليقول الأخوان المسلمين و السلفية و التطرف نفس الأسطوانة لا يجدون ما يقولون غيرها
الجديد بالأمر ان الأسد فسر الصراع في حديثه الأخير انه بين القوميين و الأخوان المسلمين
و هو ما زال يكذب باسطوانة لم يعد ليصدقها احد غيره انه قومي و انه في صراع مع الأخوان و ليس مع الشعب السوري
هو عندما ذكر هذا التصريح انما يقصد انه في حرب مع الأسلام منذ الخمسينات الى الأن و الا فالأخوان الجميع يعلم انهم بعد احداث الثمانينات لم يعد لهم وجود في سوريا بسب قانون 49 الذي ينص على اعدام كل من ينتمي الى الأخوان المسلمين
ان النظام السوري ما زال باتخاذه لحزب البعث كغطاء لطائفيته و حربه على الأغلبية السنية في سوريا يريد ان يقنعنا انه قومي و انه نظام ممانعة الخ

لكننا نتسائل عن اي قومية التي ما زال يتحدث بها النظام و لا يستحي من ذكرها

هل هي قومية وقوفه مع ايران الفارسية الصفوية و مساعدتها بالحرب ضد العراق العربي الشقيق و الذي يحكمه نفس الحزب و نفس الأهداف القومية
ام هي قومية قتل عشرات الألاف من الفلسطينين في مخيمات لبنان و حتى في مخيمات سوريا كما حدث في مخيم الرمل الفلسطيني باللاذقية
ام قومية تحالفه مع الولي الفقيه في ايران و مبايعته له
ام قومية بناء الحسينيات و نشر التشيع و فتح البلاد على مصراعيها امام الغزو الأيراني الفارسي الصفوي

ما هذه القومية التي لم نرى منها سوى قتل و تهجير اللاجئين الفلسطينين بعد هجرتهم من وطنهم الأصلي و دخول جيشه بلد عربي شقيق لبنان و اضطهاد اهله و مشاركة الفرس في قتل العرب بالعراق اثناء الحرب الطويلة مع ايران و مشاركة امريكا في حربها على العراق بعد دخول الجيش العراقي الكويت و قتل الشعوب العربية في سوريا و حتى في ليبيا و اخيرا باليمن .

و في بيان لتنظيم حزب البعث العراقي الذي اذاعته قناة الشرقية قالو فيه ان النظام السوري طالبهم بالمشاركة في قمع الثورة في سوريا و مما اضطرهم للسفر و الهرب من سوريا نتيجة الضغوط عليهم من قبل النظام و اتهموا النظام السوري انه اعطى معلومات كاملة عنهم للمالكي

اذن هذه هي قومية النظام او من يحارب القوميين و المنتمين الى نفس حزبه
لأن الذي يظهر ان الأحزاب الشيعية بالعراق و خامنئي و حزب الله هم من اكبر داعمي القومية العربية حسب الأسد
اصبح معلوما لكل عاقل ان القومية التي يتكلم عنها نظام سوريا لا وجود لها الا الدعاية الفارغة التي لا يجد النظام غيرها لدعايته
اما الأخوان المزعومين الذين يدعي النظام حربه عليهم منذ اكثر من خمسين عاما فهم المقصود بهم الأسلام السني و ليس الأخوان
لأنه بما ان العلمانية و القومية اتضح انها غطاء لطائفية النظام و لا ارتباط له بها ابدا

و بما ان الأسلام الشيعي مسموح به و لدعاته و انتشار لحسينياته و التحالف مع دولة ولي الفقيه الدينية و حزب الله الذي يؤمن بولاية الفقيه و يحاول ان يحكم لبنان بالنموذج الأيراني فليس هناك عدو سوى الإسلام السني 

اذن النظام انما قصد حربه على الأسلام السني تحديدا منذ خمسين عاما و هذا ما يلاحظه كل من يعيش في سوريا من اعتقالات لدعاة السنة و استهداف لمساجدهم و منع اي نشاط لهم في مقابل فتح الباب على مصراعيه لأيران و دعاتها في نشر مذهبهم على اوسع نطاق
لذلك نقول ان على النظام ان يغير من اسطوانة مشروخة استخدمها كل من سقط من الأنظمة قبله

كما ان اسطوانة القوميين و الأخوان و الممانعة لم تعد تنطلي حتى على من يتم توجيه هذا الكلام لهم من امريكا و الغرب و لا حتى على العرب و المسلمين الذي كان يخدعهم بدعاية القومية و العروبة و ما شابهها من اكاذيب فليتم البحث عن اسطوانة اخرى اكثر تصديقا من مثل هذه الأسطوانة عسى ان يتفيد منها اكثر من هذه

منقول بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق