31‏/10‏/2011

هل دماؤنا لا قيمة لها

ان ما يجري من قتل و مجازر و اغتصاب للأعراض و التعذيب و السجون و تدمير البيوت و المساكن و كل شئ و منع الطعام والشراب و الدواء و تصفية الجرحى و منع علاجهم في سوريا  لهو امر فظيع جدا ليس له بالعالم مثيل
انها جرائم فظيعة يرتكبها النظام في سوريا فعلا على مرأى و مسمع من العالم منذ اكثر من سبعة اشهر و القتل مستحر لا يتوقف في سوريا

عدد الشهداء بلغ اكثر من خمسة الالاف و قيل عشرة الالاف و المفقودين و المعتقلين بعشرات الألآف

النظام ارسل جيوشه لأقتحام المدن واحدة تلو الأخرى بدأ بدرعا و تلكلخ و حماة و دير الزور و اخيرا و اولا  حمص  و لا زال في نفس السياسة من استخدام الآلة العسكرية من دبابات و مدفعية و حتى طائرات في قمع احتجاجات سلمية

نرى حمص المدينة الأبرز بالثورة السورية تتعرض لمجزرة فظيعة و قتل يومي بالعشرات و قصف بالدبابات و المدفعية و الطائرات
و تسليط فرق الموت الشبيحة و الميليشا الطائفية و المرتزقة على المدينة و كل هذا و العالم في سبات عميق و كأنه لا شئ يحدث بالعالم و لا جريمة ابادة بحق شعب لم يطالب بإكثر من حريته و خروجه من عبادة رجل من البشر يدعي انه الأله
ليس طلبا معقدا و صعبا ابدا و لكن العالم اصم اذنيه عن هذا لأنه لا يريد ان يتغير النظام السوري

العالم يسمع و يرى ما يحدث و يسكت عما يحدث رغم تدخله في دول لأخرى لما هو اقل بكثير جدا مما يحدث لأهل سوريا 
هل ان القتل و تدمير البيوت فوق اصحابها و قتل المعتقلين تحت التعذيب و الأبادة مسموح فيها في سوريا و غير مسموح بها في كوسوفا و في البوسنة و في لبنان و هاييتي و دول اخرى

لقد تدخل العالم من اجل كثير من الدول التي حدث فيها مثل هذه المجازر بل تدخل لأبسط من هذه المجازر بكثير
لماذا يسمح الأن بارتكاب هذه المجازر و كأن شيئا لم يكن و كأننا في سوريا حشرات او جراثيم يبيدها النظام لضررها على الأمن االعالمي

العالم الذي يتحدث عن ما  يرى و يعتبره انتهاك حقوق المرأة في افغانستان و السعودية و غيرها و يعتبره   شيئا  يستحق الكلام و حتى العقوبات من اعلى المستويات يسكت عن ما يحث في سوريا من انتهاك بحق النساء و الرجال و الأطفال و حتى الحيوان
و نفس هذا العالم الذي يتكلم عن انتهاك حقوق الحيوان عند ذبح الأضاحي بالعيد اما دماؤنا فلا قيمة لها و لا حتى قيمة دماء الأغنام التي تذبح

لقد صرح الكثير من السياسيين من قبل ان النظام لا يمكن له ان يرتكب مجازر مثل التي حدثت في حماة بالسابق و كانوا يظنون ان العالم المتحضر لم يعد هناك مكان فيه لمثل هذه الوحشية الهمجية التي ليس لها مثيل في مكان اخر

و لكن خاب ظنهم و تبين ان العالم كله يقبل ان يكون متفرجا  على جرائم ترتكب امام عينه من اجل نظام لا يرى ان  له بديلا فقط
العالم لا يهمه ان يقتل و تنتهك حرمات شعب بأكمله فقط من اجل ان لا يرا اي خطر على حدود اسرائيل قد يقتل فيه واحد او اثنين من اهل اسرائيل فقط

حمص هذه المدينة الصامدة لم يبقى فيها شئ من الجرائم المعروفة غير المعروفة  يمكن ان يفعله النظام الا و فعله
هدم البيوت و انتهاك حرمات المساجد و انتهاك الأعراض و القتل بالعشرات بشكل يومي و لا يتدخل احد بل كل حاكم ياتي و يتكلم عن الحوار و يعطي فرصة تلو الفرصة لهذا النظام عسى ان يكمل مهمته بسرعة و يحافظ على ما تبقى من ماء الوجه لهذه الدول المدعية للحضارة و الديمقراطية و الحرية


و كأن الجريمة اذا كانت بالتقسيط تكون مقبولة و لا مشكلة فيها ما دامت ليست جملة واحدة


متى يمكن ان يتدخل العالم عندما يصبح عدد شهداء حمص اكثر من اربعين الفا او مئة الف يبدو ان العالم يريد ان يترك حمص تواجه الة الأجرام وحدها حتى لو تم ابادة اهل المدينة كما حدث لأهل حماة بالسابق و تفرج العالم كله على ما حدث و قد يكون سعيدا لما كان يحدث لأن نظامه المفضل بقي حيا سنوات اخرى

من الواضح و قد يكون من المؤكد ان العالم لا يريد لهذا الحليف القوي و الحامي لحدود اسرائيل اكثر من اربعين عاما ان يصاب بإذى
حتى لو كان على جماجم الشعب السوري كله

و لنا ان نسأل و بعجب كبير   اذا كان للعالم ان يسكت ما عذر الساكتين من اهل سوريا من علماء سوريا
ما عذر المسلمين بالعالم من السكوت عما يحدث
اليس من يقتل من اهل سوريا عربا و مسلمين الا ينتمون الى البشر
اليست المساجد التي هدمت و التي انتهكت حرماتها للمسلمين
اليست اعراض نساء اهل سوريا التي اغتصبت اعراض المسلمين
اليست المصاحف التي مزقت و حرقت مصاحف المسلمين

ما بال العرب و المسلمين تحركوا لمحاولة قس حرق المصحف الشريف في امريكا و يسكتون عما هو افظع في سوريا
اين هم علماء المسلمين اين هم منظمات المجتمع المدني بالدول الأسلامية اين الشعوب المسلمة
هل ماتت النخوة فيهم هل اصبحت دماء اهل الشام بهذا الرخص لا قيمة لها و لا بواكي لأهلها
الا يظنون انهم مسؤولون عما يحدث لأخوانهم في سوريا بسكوتهم و تفرجهم
لا نطالبهم الا بالأنكار القولي عبر الضغط على حكوماتهم

لا نطلب منهم ان يتطوعوا لقتال النظام السوري نريد الأنكار و الدعاء و الضغط على انظمتهم لتنصر الشعب السوري لطرد السفراء لفعل كل يمكن فعله نصرة لأخوانهم الذين يذبحون امام اعينهم و هذا ليس امرا صعبا خصوصا بعد الربيع العربي
و نقول لكل ساكت من اهل سوريا و المسلمين بالعالم انصروا اخوانكم قبل فوات الأوان قبل ان ينتصر اهل سوريا و يفوتكم هذا النصر لأن النصر لا بد ات لا محالة و لن يبقى مثل هذا النظام لأن هذه سنة الله بالظالمين و الطغاة
فاتقوا الله و انصروا اخوانكم لأنكم بنصرهم لن تنفعوا الا انفسكم لأن القطار يسير و لن ينتظر احد فمن شاء ركبه و من شاء بقي ينتظر
و نصيحتي لأهلي و اخواني في سوريا ثقوا بنصر الله و اصبروا و ارتبطوا به وحده و عليه توكلوا و اكثروا من الدعاء و الأستغفار خصوصا في هذه الأيام المباركة و لن يخذلنا الله ابدا بإذنه تعالى

مقال منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق