17‏/10‏/2011

حرب النظام السوري الطائفية على الأغلبية في سوريا


كثيرا ما يستخدم مصطلح الطائفية من قبل كثير من الأشخاص و الدول و السياسيين و قد يكون الكثير  لا يعلم معنى هذا المصطلح من العوام الا ما يذكره بعض السياسين من رفع سلاح الطائفية في كل من يقول الحق او يكون صاحب توجه اسلامي

فالطائفية اصبحت مصطلح فضفاف لا معنى واضح له كمصطلح الأرهاب فالأرهاب سلاح يرفعه البعض في وجه كل ملتزم بدينه او صاحب توجه اسلامي و كلما كنت اكثر التزاما بدينك كنت ارهابيا او اقرب للأرهاب بحسب من يرفع سلاح تهمة الأرهاب في وجه كل ملتزم بدينه و نلاحظ ان سلاح الطئفية اصبح كالأرهاب فهو لا معنى محدد له و يتوسع كثيرا عند كل من يخاف من الأسلاميين او الملتزمين بدينهم و يكثر استخدام هذا المصطلح او السلاح خصوصا بالدول التي تحتوي تنوع طائفي او ديني لأنه يكون فعالا بمثل هذه الدول حتى اصبح  البعض حتى من الأسلاميين عنده تقريبا رهاب الطائفية فيبالغ في تجنب هذه التهمة حتى لواضطر ان يتكلم بغير الحق او ان يعطى البعض حقوقا ليست لهم
لذلك نلاحظ ان مثل هذا السلاح كثيرا ما يستخدم من قبل من هم الأكثر طائفية من الدول او السياسيين فكثيرا ما يتم استخدام هذا السلاح من قبل نظام المالكي بالعراق او ميليشا طائفية كجيش المهدي و غيرها فهم رغم و المجازر الفظيعة التي ارتكبت على الهوية و اقصاؤهم للسنة  من اغلب الوظائف الحساسة و رغم الأعتقالات العشوائية في مناطق اهل السنة الا انهم في حال مطالبة احد اهل السنة من السياسيين او المنظمات او الأحزاب بالعدل او رفض هذا الواقع الطائفي من قبل النظام الحاكم او المطالبة بحقه فيرفع سلاح الطائفية الجاهز دائما في وجه كل من يتجرأ على انتقاد الوضع القائم

و هذا ما نلاحظه في سوريا بوضوح ايضا فالكل يعلم ان هناك طائفة واحدة اقلية لا يشكلون الا 10% من الشعب السوري يحكمون سوريا منذ عشرات السنين و هي الطائفة العلوية حسب ما يحب اصحابها تسميتهم
هذا النظام هو نظام طائفي بامتياز فهم لا يحكمون الأغلبية فقط بل يحكمون الأغلبية بالقمع و الأستبداد الذي لا نجد له مثيلا في مكان اخر فنراهم منذ تولى حافظ الأسد الحكم قد ارتكبوا من المجازر الفظيعة في شعب سوريا و من اهم هذه المجازر في عهد الثمانينات مجزرة حماة و مجزرة سجن تدمر و جسر الشغور و حلب و سرمدا و غيرها الكثير من المجازر و قد كان ضحايا المجزرة عشرات الألآف من ابناء اهل السنة في سوريا و كان في حماة فقط قتل  اربعين الف مع عشرات الألآف من المعتقلين و عشرات الآلآف من المفقودين و مئات الألآف من المهجرين الذين لم يروا بلادهم هم و اولادهم منذ عشرات السنين
مع ما هو معلوم من التعذيب الوحشي الشديد للمعتقلين و اضطهاد الأغلبية بمنعهم من ممارسة شعائر دينهم او الدعوة اليه او حتى التعبير عن رأي مخالف لأرادة النظام الحاكم فكل من يكون ملتحي او ملتزم بالصلاة بالمسجد هو تحت دائرة الشبهة و زيارة الأجهزة الأمنية او المعتقلات بفروعها التي لا تحصى
فليست المشكلة في كون النظام نظام علماني متطرف يستهدف كل ما هو ديني لأن النظام رغم انه يلبس ثوب العلمانية الا انه لا يستهدف سوى اهل السنة فقط فنلاحظ ان النظام يتحالف مع نظام عقائدي هو نظام ايران و يدعم حزبا عقائديا هو حزب الله هذا من الناحية السياسية و يسمح للشيعة بممارسة كافة طقوسهم الدينينة في دمشق و غيرها بل يقدم لهم المساعدة الكبيرة في فتح حسينياتهم و و محاولة دعوة اهل سوريا الى اعتناق المذهب الشيعي و قد ازداد عدد الحسينيات بشكل كبير و ازداد عدد المعتنقين لمذهب الشيعة ايضا ليست المشكلة في كون النظام يسمح لهم فقط بل يقدم لهم كافة التسهيلات و يضيق بشدة على الطرف الأخر السنة و يمنع دعاتهم من التصدي لمحاولة تغيير عقائد ابناؤهم و كل من يحاول من ابناء السنة الدعوة او تعليم الناس شؤون دينهم هو عرضة للأعتقال و الأضطهاد فهو يتعامل تعامل طائفي بامتياز من ناحية السماح لطائفة بممارسة طقوسها و دينها و الدعوة اليه و يحارب الأغلبية المسلمة المنتمية الى اهل السنة

كما نلاحظ ان حافظ الأسد منذ توليه الحكم قام بتغيير حقيقي في مؤسسة الجيش فقد تم تسريح المئات بل الألاف من ضباط اهل السنة و استبدل عنهم الضباط العلوييين و شكل فرق كاملة من الجيش من العلويين فقط من الجندي الى الضابط  و هذا ما حدث ايضا مع الأجهزة الأمنية الكثيرة فقد تم استبعاد الضباط من اهل السنة و سيطرة الطائفة العلوية على هذه الأجهزة 
فالكل يعلم في سوريا ان السنة لا يصلون الى مراتب عليا بالجيش الا قليلا من قبل المؤيدين حتى من يصل من السنة الى رتب معينة فالمعروف ان الجندي او الضابط العلوي برتبة اقل يمكنه من التحكم بهذا الضباط اي ان الضابط السني لا صلاحيات حقيقية له

و لم تقتصر محاولة اقصاء السنة على اجهزة الجيش او الأجهزة الأمنية فقط بل حتى في مؤسسات التعليم تم اقصاء الكثير من اساتذة الجامعات و المدرسين و تم استبدالهم بغيرهم من العلويين و هذا الأمر حدث حتى مع الهيئات الدبلوماسية ايضا

و نلاحظ الآن ايضا بعد الثورة السورية محاولة النظام استخدام الورقة الطائفية بوضوح فهو يعتمد على فرق الجيش المعروفة ان الأغلبية فيها من الطائفة العلوية كالفرقة الرابعة و غيرها كما يعتمد على الشبيحة اعتماد كبير و المعلوم ايضا انهم في اغلبيتهم من الطائفة العلوية و من عصابات التهريب و المخدرات التي يسيطر عليها العلويين بشكل كبير و كذلك من افراد القرى العلوية

و نلاحظ ان ابناء الطائفة العلوية الى الأن لم يشاركوا بالمظاهرات او الثورة ضد النظام القائم مما يدل على انهم في معظمهم اما مع النظام او على الحياد على الأقل و مع ورود الكثير من الأنباء عن مشاركة الأحياء ذات الأغلبية العلوية في حمص في قمع المظاهرات في حمص و مشاركة القرى العلوية في تلكلخ و في جسر الشغور ايضا في قمع المحتجين من اهل السنة في تلك المناطق و ما تم نقله من مشاركتهم كذلك في قمع و قتل المتظاهرين في ريف دمشق فهم يحاولون ارهاب المتظاهرين بالمناطق القريبة منهم و كذلك تسليح ابناء الأحياء و المدن و القرى ذات الأغلبية العلوية من قبل النظام

رغم ان ابناء الطائفة العلوية هم ضحية النظام العائلي و الطائفي في نفس الوقت فهم دائما ما يتم تخويفهم ان الأغلبية سوف تقوم باضطهادهم او ارتكاب المجازر بهم  و خوفهم على ما حصلوا عليه من مكاسب في هذه الفترة مع العقيدة الدينية الخاصة بهم التي قد تشجع على متل ما يفعلون بمن يخالفهم عقيدتهم الا ان هذا لا يببر انهم بالنتيجة يشاركون النظام جرائمه

و كذلك نرى تحالفا شيعيا واضحا و بدعم سياسي و اعلامي و مالي و عسكري من قبل ايران و حزب الله و حكومة المالكي و كل هؤلاء يشتركون في كونهم من طائفة واحدة كل هؤلاء يشتركون في قمع اهل السنة في سوريا في مطالهم بالحرية و العدالة و لا يشتركون في ذلك سياسيا بل لأن مشروعهم طائفي عقائدي للسيطرة على المنطقة رغم انها ذات اغلبية من اهل السنة

حدث كل هذا من قبل النظام من الزج بطائفة اقلية في مواجهة الأغلبية الساحقة
و لم نرى اي استنكار حقيقي من قبل مفكري و شيوخ الطائفة الا القليل فقط منهم من استنكر طائفية النظام و مجازره و قمعه ضد الأغلبية و بغض النظر عن الأسباب و المبررات لمثل هذه المواقف فالنتيجة ان طائفية النظام واضحة  و انه يحكم باسم الطائفة الخاصة به مع كونه نظاما عائليا و لكن هذا لا يعني انه ليس طائفي  و كذلك اعتقاله او اضطهاده لبعض ابناء طائفته المعارضين له لا يعني انه يعتمد على ابناء الطائفة في ادارة شؤون البلاد و قمعه للاغلبية و لا احد ينكر وجود الشرفاء و من يرفضون ما يفعله النظام من ابناء الطائفة و لكنهم ليسوا الأغلبية

و مع كل طائفية النظام هذه نراه يوجه سلاح الطائفية لكل من يطالب بحقوقه من ابناء سوريا فيجب ان نسكت عن طائفيته و حكمه باسم الطائفة و اضطهاده للاغلبية من اهل البلد و محاولته تغيير عقيدتهم  حتى نكون مواطنين صالحين و غير طائفيين هل يجب ان نسكت على ذبح الأغلبية من قبل احدى الطوائف حتى لا نتهم بالطائفية اذا كان البعض يحاربنا   عقائديا باسم الطائفة فهل علينا السكوت باسم الطائفية  فهم يريدوننا ان نسكت باسم الطائفية لذلك اتهموا المتظاهرين في اول تصريح لبثينة شعبان بالطائفية  و هذا ما جعل خوف الكثير من المعارضين لحساسية الملف من اتهامه بهذه التهمة مما دفع الكثيرين الى محاولة تبرئة النظام من هذا الأمر و  الدفاع عن هذا ان النظام عائلي و ليس طائفي و بذلك اصبح سلاح الطائفية سلاح رفع في وجه كل معارض او كل من يطالب بالحقوق و هو ما جعله شبيه بسلاح الأرهاب الذي يشهر في وجه المعارضين من قبل معظم الأنظمة

رغم انه عندما يتم توضيح الحقائق و وضع النقاط على الحروف بصراحة و وضوح لا يعتبر هذا الأمر طائفيا كما انه لا يحق لمن يقصي الأغلبية و يضطهدهم باسم الطائفة و يستخدم الطائفة لقمعهم ان يعطي دروسا بالطائفية و يعلمنا الحق من الباطل

و نحن عندما نطالب بحكم الأغلبية و نقول للمجرم انك مجرم و نقول ان الطائفة الفلانية تضطهد الأغلبية و تمنعهم حقوقهم  لا يعني اننا حسب ما يسمى طائفيين

كما ان هذا  لا يعني ان نسكت على ما نراه عقائد باطلة  فنحن عندما نقول الطائفة الفلانية او الدين الفلاني باطل و ندعوهم و نطالبهم بالعودة الى الحق و نبين لهم باطلهم فهذا لا علاقة له في ما يسمى بالطائفية لأن التعايش لا علاقة له باعتبار الطرف الأخر على باطل او على حق فمن الممكن ان نعيش مع اهل الذمة النصارى او غيرهم في وطن واحد  و لا يعني هذا  ان نعتبرهم على حق حتى نتمكن من العيش معهم او زيارتهم او غير ذلك فهذا امر و ذاك امر اخر

و من حقنا كأغلبية ساحقة من اهل السنة  بالبلد ان نحكم بلدنا بالطريقة التي نراها مناسبة و التي امرنا الله بها فنحن نحكم بالأسلام الذي امرنا الله به و نحن الأغلبية فمن حقنا ان نحكم بما نراه واجبا في ديننا و هو تحكيم الأسلام في بلادنا و لن يكون الا العدل مع الجميع مسلمين و غير مسلمين في ظل حكم الأغلبية المسلمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق