19‏/06‏/2015

جماعة البغدادي أو النظام الحاكم في سوريا

جيش الفتح في إدلب يتقدم و يحرر ما تبقى من المحافظة في فترة قياسية ما يعد نصرا كبيرا يستطيع به رفع المعنويات و جذب اﻷنصار
 و بما أن الجماهير تؤثر فيها العاطفة بشكل كبير و بما أن جيش الفتح تجمع يتكون من فصائل إسلامية و على رأسها الفصائل الجهادية من اﻷحرار و جبهة النصرة فهي تنتمي لنفس الشارع الذي يسعى تنظيم البغدادي لكسب اﻷنصار و العناصر منه.
 فلم يتحمل تنظيم البغدادي أن يكون هناك مشروعا آخر يسحب البساط من تحته و يفقده زخم انتصاره بالموصل و ما نتج عنه من سيطرته على مساحات واسعة من العراق و سوريا
فكان أن سيطر على الرمادي بالعراق و تدمر في سوريا و سيطر على الكثير من العتاد و السلاح في كلا المدينتين في سيناريو شبيه بسقوط الموصل .
و سواء كان ذلك أن تنظيم البغدادي مخترق و مسير من النظام السوري أو النظام العالمي أو أنه أراد إفشال مشروع يراه يسحب البساط من تحته .
النتيجة أنه سعى ﻹفشال جيش الفتح بالهجوم على حلب و خصوصا أن التحضير في حلب كان قائما لمعركة فتح حلب و لا شك أن تحرير حلب سيؤثر عمليا و معنويا بشكل كبير على تنظيم البغدادي لما لحلب من أهمية كبيرة بجغرافيتها و عدد سكانها الكبير الذي يفوق الموصل التي سيطر عليها تنظيم البغدادي بوقت سابق .
فكان نتيجة الإختراق و التسيير أو التقاء المصالح لا بد من معركة للتنظيم لإفشال معركة حلب من جهة ﻹفشال مشروع جيش الفتح
 أو للسيطرة على معبر باب السلامة نتيجة لعلمه أو لاتفاقه مع الpkk و الpyd بأن تل أبيض ستكون تحت سيطرة اﻷحزاب الكردية
 فعليه أما السيطرة على معبر باب السلامة كبديل له عن معبر تل أبيض أو أنه سيسعى للسيطرة عليه لتسليمه لاحقا للأحزاب الكردية إن كان ثمة اتفاق بينهما و هو ما يرجحه انسحاباته السريعة بدون مقاومة حقيقية أمام الأحزاب الكردية و السعي العالمي الواضح لسيطرة الكرد على على الشريط الحدودي مع تركيا و هو ما سيؤدي إلى عزل الثوار في سوريا بمنطقة الشمال و سيؤدي الى عزل تركيا عن العالم العربي لمصلحة إيران كقوة يتم الدفع لسيطرتها على المنطقة
 مع كل هذه التهديدات كان على الفصائل أن تحدد أولوياتها و أهدافها و خططها التكتيكية و اﻹستراتيجية.
 و لكن عمليا معظم الفصائل ليس لديها الرغبة في قتال تنظيم البغدادي حتى لو كان ذلك دفاعا لا هجوما رغم ما لسيطرة تنظيم البغدادي من خطورة كبيرة على الثورة على المستوى القريب أو المستوى البعيد سواء بعزل تركيا عن الثوار و ما ينتج عنه من انقطاع الدعم سواء السلاح أو اﻹنساني و الإغاثة أو ضم مناطق الريف الشمالي لصالح الكيان الكردي المزمع إقامته .
 و أهم ما يدفع الفصائل لعدم القتال عمليا هو أما عدم وجود الدافع العقدي لقتال تنظيم البغدادي من الفصائل اﻹسلامية الذين يقاتلون بتردد نتيجة تعاملهم مع تنظيم البغدادي كمسلمين و العالم كله مجتمع عليهم مما يولد لديهم اﻹحساس بأنهم يقاتلون كوكلاء لغيرهم ضد تنظيم البغدادي و هو ما يحتاج الى جهود كبيرة و سعي ببرنامج واضح من هذه الفصائل لتبيين الحقيقة و إقناع عناصرهم شرعيا و عمليا بخطورة تنظيم البغدادي على المسلمين عموما و الثورة في سوريا خصوصا .
 أو فصائل تستجيب للتوجيهات الخارجية بعدم قتال تنظيم البغدادي لما للنظام العالمي من مصلحة في بقاء تنظيم البغدادي موجودا يتوجه حيث يريدون و يستنزف الثورة و الثوار في سوريا و العراق .
 و لا بد من إقناع هذه الفصائل بخطورة التوجيهات الخارجية عليهم ﻹنه بانتهاء الثورة بسيطرة تنظيم البغدادي سيكونون هم أول الضحايا
 و من الملاحظ أن تنظيم البغدادي ليس بتلك القوة فقد عجز عن السيطرة على المدن المهمة كمارع و اعزاز رغم ضعف مقاومته من الفصائل بشكل عام و هذا ما أجبره على اتخاذ طريقا آخر و استخدام سلاح الوقود ضد المناطق المحررة مما أحدث مشكلة كبيرة تنبأ بكارثة إن لم يتم حل الموضوع قريبا و رغم ما دل عليه استخدام سلاح الوقود بمنعه من تنظيم البغدادي على ضعف كبير لديه.

فبعد أن عجز عن التقدم و إفشال جيش الفتح بالهجوم المباشر يسعى ﻹفشاله بصنع المشكلات له و تحريض الحاضنة الشعبية عليه و زرع الفتنة بين الفصائل بأزمة الوقود .
 و رغم خطورة الموضوع مع ضعف التنظيم لا زالت الفصائل تفتقر الى التفكير اﻹستراتيجي و لا زالت تحاول التقدم باتجاه النظام النصيري
 تاركة ظهرها لتنظيم البغدادي و ما ينتج عنه من خطورة سيطرة اﻷحزاب الكردية على الريف الشمالي لحلب و خطورة بقاء آبار النفط بيد تنظيم البغدادي أو السيطرة عليها من اﻷحزاب الكردية أو القوى التي صنعت بيد النظام العالمي و يسعى لجعل هذه المناطق تحت سيطرتها .
 إن قتال تنظيم البغدادي عالميا مقبول كما هو قتال النظام و لكن لو سيطرت وحدات الحماية الشعبية الكردية المدعومة عالميا على الشريط الحدود و الرقة سيصعب قتالهم بسهولة و طردهم من مناطق النفط و الحدود ﻷنه عالميا سيعتبر اعتداء على مكون عرقي و سيحاصر في أقل اﻷحوال من يقاتلهم إذا لم يوضع في قوائم اﻹرهاب العالمية و تم قتاله


فالذي على الفصائل أن لا يكون عملها ارتجاليا و أن يكون يكون بخطط مدروسة و استراتيجية واضحة تقدر المتغيرات الحاصلة و اﻷولويات المطلوبة و أن يكون عملها مبني على دراسات و تحليلات لا تسريبات من هنا و هناك فالعمل بالدراسة والتحليل و التخطيط .












































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق